هرم مصر - قال الدكتور محمد البدري نبيه استاذ الجغرافية بجامعة المنيا في حديث خاص " تحيا مصر " ، انه من المعروف أن الصحراء الغربية تشتهر بوجود المنخفضات - مثلما تشتهر الصحراء الشرقية بالأودية الجافة و التي أكبرها منخفض القطارة؛ وكل الواحات هي منخفضات ؛ وليست كل المخفضات واحات.

السبب الري بالغمر 

واضاف " نبيه " قائلا : بسبب الري بالغمر بنفس عقلية الوادي والدلتا - في مناطق الاستصلاح التى تقع على خطوط كونتور أعلي ، وتربة رملية مفككة يتسرب منها الماء ويذيب ما بها من أملاح ، ويشكل شبكة تصريف تحت السطح - Subsurface Drainage System - ويتجه الماء آليا وبالجاذبية الارض والانحدار نحو المساحات المنخفضة؛ ويتسرسب إليها ليصنع هذه البحيرات الصغيرة، والتى من الممكن أن تتسلل مرة أخرى منها لمناطق الزراعة الطينية القديمة وتصيبها بالتملح - Water Logging - وتفقدها تدريجيا قدرتها الانتاجية.

استاذ الجغرافيا يوضح الخطورة 

وأكد الدكتور محمد البدرى، ان هذه المياه خطيرة وملوثة ولا تصلح لأي استخدام أو استحمام ، وأشار قائلا : هي نتيجة فرط الري دون مراعاة خصاص التربة ومنسوب سطح الأرض مقارنة بما حولها من أراض قديمة ويمكن أن تنبت عليها نباتات من فصيلة المانجروف.

واختتم البدرى تصريحه قائلا : قد تؤثر على مدافن البهنسا مع مرور الوقت وتنشع في سكن القرى والعزب المجاورة وتهدد استدامتها، إنه الحتم البيئي الذي يمكن مواجهته بالامكانيات والعلم والميزانية إن وجدت.

بيان محافظة المنيا 

وكشفت محافظة المنيا ، في بيان لها ، عن قيام الأجهزة المختصة بسحب عينات من المياه لإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة، وذلك للتأكد من طبيعتها والوقوف على أسباب تكوّنها.

وجاءت نتائج التحاليل لتضع حدًا للتكهنات، حيث أثبتت أن المياه ناتجة عن تسريبات جيولوجية طبيعية، وأنها تحتوي على نسبة ملوحة مرتفعة جدًا تجعلها غير صالحة للاستخدام سواء للشرب أو للزراعة أو حتى للحيوانات.

وأكدت المحافظة أن التجمع المائي لا يمثل أي خطورة فى حد ذاته، لكنه في الوقت نفسه لا يصلح لأي غرض عملي.
وفي إطار حرصها على سلامة المواطنين، شددت محافظة المنيا على ضرورة الامتناع عن الاقتراب من هذه المياه أو استخدامها بأي شكل من الأشكال.

وأكدت أن الوضع تحت السيطرة ويخضع لمتابعة مستمرة من قِبل الأجهزة المعنية، كما أهابت بالأهالي والزائرين التعاون والالتزام بالتعليمات حفاظًا على سلامتهم وتجنبًا لأي مخاطر محتملة.