التكنولوجيا تكتب فصلاً جديداً في معركة محو الأمية - هرم مصر

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
التكنولوجيا تكتب فصلاً جديداً في معركة محو الأمية - هرم مصر, اليوم الاثنين 8 سبتمبر 2025 07:56 صباحاً

هرم مصر - يحلّ اليوم العالمي لمحو الأمية هذا العام في ظل تحولات رقمية غير مسبوقة، جعلت من التكنولوجيا شريكاً أساسياً في التعليم، وطرحت أسئلة جديدة حول دور الذكاء الاصطناعي في مواجهة الأمية، ولا سيما بين الكبار. في هذا السياق، كان لـ"النهار" لقاء مع الخبيرة التربوية في التعليم والتدريب، ليال غدار، التي وضعت أمامنا رؤية شاملة حول إمكانات التكنولوجيا، التحديات القائمة، وأفق المستقبل في هذا الميدان.

التكنولوجيا لتمكين الكبار
تشير غدار إلى أن المنصّات التعليمية والتطبيقات الذكية لم تعد مجرّد أدوات مساعدة، بل تحوّلت إلى وسائل أساسية لتمكين الكبار من التعلم من أيّ مكان وفي أي وقت. وتلفت إلى أن تطبيقات مثل Duolingo  في تعلم اللغات، أو غيره من المنصات التفاعلية، تساعد في سد الفجوات التقليدية في التعليم من خلال إتاحة محتوى بسيط وسهل الاستخدام، يتيح الممارسة المتكررة للمهارات. وتوضح أنها تعمل على تعزيز دمج هذه الأدوات ضمن برامج تدريبية متخصصة، تسعى إلى تطوير المهارات الأساسية للكبار وجعل التعلم عملية مستدامة وفعّالة.

الذكاء الاصطناعي كمعلّم جديد
ترى غدار أن الذكاء الاصطناعي قادر على إحداث تحول جذريّ في محو الأمية، لأنه يخصّص المحتوى بحسب مستوى كلّ متعلّم، ويقدّم ملاحظات فورية، ويحلّل نقاط القوة والضعف. وتشير إلى أن هذا التطوّر يسمح بمحاكاة دور المعلم التقليدي في الشرح والتصحيح، إلى جانب اقتراح أنشطة مناسبة لكل حالة. لكنها في الوقت نفسه تشدد على أن "التكنولوجيا لا يمكن أن تلغي دور العنصر البشري الذي يبقى حاضراً لدعم المتعلّمين نفسياً واجتماعياً وتعزيز دافعيتهم للاستمرار".

ردم الفجوة الرقمية
من أبرز التحديات التي تتحدث عنها غدار هو خطر استثناء فئات معينة، مثل كبار السنّ أو الذين لم تتح لهم فرص التعليم. لذلك تدعو إلى حلول رقمية سهلة الاستخدام وبسيطة الواجهة، ترافقها مراكز مجتمعية، ومشرفون رقميون، وبرامج تدريبية أولية لتعليم أساسيات التعامل مع الأجهزة والتطبيقات. كذلك تؤكد على أهمية توفير محتوى صوتي ومرئيّ لدعم من يواجهون صعوبات في القراءة والكتابة. وتضيف: "نحن نعمل عبر النقابة على تشجيع الابتكار وتطوير منصات تعليمية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تراعي الاحتياجات المحلية وتقدّم حلولاً مبتكرة بدل الاعتماد الكلي على المنصات العالمية".

 

 

صورة تعبيرية.

 

 

تجارب عالمية ودروس عربية
تعرض غدار مجموعة من النماذج الناجحة عالمياً، مثل:
• Duolingo Max، النسخة المطورة من Duolingo بالذكاء الاصطناعي (GPT-4)، التي يمكن تكييفها للكبار عبر تبسيط اللغة وربطها بمواقف حياتية.
• ELSA Speak الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي لتصحيح النطق، ويساعد الكبار على التواصل حتى مع ضعف مهارات القراءة والكتابة.
• LingQ الذي يقدّم محتوى صوتيًا وبصريًا بسيطًا، ما يجعله مناسبًا للمتعلمين تدريجيًا.
• Speakly الذي يركز على اللغة العملية اليومية الأكثر استخدامًا، وهي حاجة أساسية للكبار.
• إضافة إلى تجربة Duolingo مع الشات بوتات، التي تتيح للمتعلمين ممارسة اللغة من دون خوف من التقييم أو النقد.

 

لكنها تؤكد أن الاستفادة من هذه النماذج عالمياً لا تعني نسخها، بل تكييفها مع بيئتنا العربية. فالتوطين الثقافي واللغوي شرط رئيسي لنجاح أي تطبيق، كما أن التخصيص بالذكاء الاصطناعي يجب أن يراعي اختلاف مستويات المتعلمين وتنوع اللهجات والاحتياجات. وتشدد على ضرورة تشجيع الابتكار المحلي بقيادة الشباب العرب، بحيث تُبنى منصات عربية تعكس حاجات مجتمعاتنا وتجمع بين التكنولوجيا والدعم المجتمعي عبر مراكز ومدربين ومتطوعين.

 

مستقبل التعلم في عصر الذكاء الاصطناعي
عن رؤيتها لمستقبل محو الأمية في عصر الذكاء الاصطناعي، تتوقع غدار أن يصبح التعليم متاحاً وفورياً لكل فرد، مع إمكانية الوصول إلى محتوى مخصص بحسب الحاجة والمستوى. وتشير إلى أن التطورات المقبلة ستدمج الواقع الافتراضي والمحاكاة، لتوفير تجارب تعليمية أكثر تفاعلية وثراء. وتضيف: "أسعى من خلال عملي إلى وضع استراتيجيات تضمن وصول هذه التقنيات إلى جميع شرائح المجتمع العربي، مع مراعاة الفروقات في المهارات والاحتياجات".

 

في ختام المقابلة مع "النهار"، أكدت ليال غدار أن محو الأمية اليوم لم يعد مجرد مسألة تعليمية تقليدية، بل يعتبر تحدّياً حضارياً يتطلب شراكة بين التكنولوجيا والمجتمع. فبينما يفتح الذكاء الاصطناعي أبواباً واسعة أمام التعلّم الشخصيّ والمرن، يبقى دور الإنسان محوريًا في احتضان المتعلّمين وتعزيز ثقتهم بأنفسهم. وهكذا، فإن الطريق نحو عالم خالٍ من الأمية تمر عبر الجمع بين الابتكار الرقميّ والدعم الإنساني، لتصبح المعرفة حقاً مشاعاً للجميع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق