نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"لبنان الصّغير" في الجولان... أنفاق ونيران حيّة - هرم مصر, اليوم الاثنين 8 سبتمبر 2025 07:47 صباحاً
هرم مصر - على غرار منشأة "غزة الصغيرة" الموجودة في قاعدة تسيليم في النقب منذ عقدين، بنى الجيش الإسرائيلي منشأة "لبنان الصغير" التدريبية على مدار العامين الماضيين، على أنقاض قرية الزاعورة السورية المهجرة شمال هضبة الجولان السورية المحتلة.
أُنشئ المعسكر لضباط الصف، وهو النسخة الشمالية من "غزة الصغيرة" منذ سنوات طويلة، وقام جنود من لواء الكوماندوز بالتدرب للمرة الأولى خلال الأسبوعين الماضيين في المنشأة، التي تُحاكي قرية شيعية في جنوب لبنان بحسب ما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت".
وأهم ما يمكن معرفته عن منشأة التدريب العسكري هو أن جميع جنود الوحدات الميدانية للجيش الإسرائيلي وجنود الاحتياط في الأدوار القتالية يتدربون فيها مرة واحدة على الأقل سنوياً.
تتكوّن منشأة التدريب عادة من مراكز عدة، بينها مركز التدريب التكتيكي، ومركز التدريب الناري، ومركز سلاح المدفعية، ومركز التدريب اللوجستي.
الحدود الجنوبية بين لبنان وإسرائيل (أرشيفية).
قرية وهمية
وتقول الصحيفة إنه بعد سنوات من التأخير وإهدار المال، بنى الجيش الإسرائيلي "لبنان"، القرية الوهمية التي تضم ناطحات سحاب وأنفاقاً وكاميرات ومنشآت محصنة للتدريب على إطلاق النار الحي.
ويقول المقدم زوهار رئيس فرع التدريب في القوات البرية والمسؤول عن منشأة التدريب: "استعداداتنا أفضل للمعركة المقبلة، لقد تعلمنا الكثير من الأخطاء في المناورة ضد حزب الله العام الماضي، وهذه المنشأة هي الأقرب إلى الواقع".
ولفت إلى أنه على عكس ما كانت عليه الحال في الماضي، "عندما كنا نحضر قادةً كباراً أو أكبر سناً لمثل هذه التدريبات للحديث عن مناورات شاركوا فيها، في هذه المنشأة نُجري لهم تعديلات تناسب الساحة الشمالية. كما بنى سلاح البر أنفاقاً داخل المنشأة لمحاكاة القتال تحت الأرض واكتشاف مخابئ حزب الله".
في العقد الماضي، أُنفقت ملايين الشواكل في التخطيط ووضع الحجر الأساس لمنشأة "شنير"، التي كان من المفترض أن تُبنى في المكان نفسه وللغرض نفسه، لكن نظراً لأولويات الميزانية الأخرى وإهمال القوات البرية، أُجِّلت الفكرة، وواجه الجيش الإسرائيلي صعوبة في إيجاد منشآت تدريب لقوات المشاة والمدرعات والهندسة تُحاكي أراضي العدو وتُناسب إعدادات السرايا والكتائب.
على الرغم من أن منشأة "لبنان" الجديدة لن تشمل جميع المنشآت التي كان من المفترض أن تكون في شنير، إلا أنها تتضمن قدرات تدريب بالذخيرة الحية لم تكن متوافرة لدى الجيش الإسرائيلي من قبل في المناطق المأهولة.
في المنشأة الجديدة، يُمكن للجنود إطلاق الذخيرة الحية من أسلحتهم الشخصية ومن الدبابات التي تتحرك بجانبهم، بما في ذلك القذائف والرشاشات. تستطيع قوات الهندسة أيضاً تشغيل جرافاتها من طراز D9 "على الأرض الرطبة" وتفجير العبوات الناسفة.
ويضم "لبنان الصغير" عشرات المباني المشيدة على ارتفاعات مختلفة، من منازل من طابق واحد مع فناء على الطراز اللبناني، استُوحي تصميمها من مناورة العام الماضي، بالإضافة إلى مبانٍ من ثلاثة إلى أربعة طوابق ومبان شاهقة قد يواجهها الجنود في العملية المقبلة في لبنان، إذا وصلوا إلى بلدات داخلية.
ومن المقرر أن يُجرى الشهر المقبل أول تمرين كتيبي لقوات الاحتياط في المنشأة، في إطار استعدادها للعمليات على الحدود اللبنانية.
تعطل بناء مجمع تدريبي
كانت صحيفة "كالكاليست" الإقتصادية نشرت تقريرا أن الحروب بين المقاولين أدت إلى تأخير و تعطيل إنجاز المشروع الضخم لإنشاء منشأة تدريب بالذخيرة الحية في شمال مرتفعات الجولان، مُصممة لإعداد الجنود للقتال في لبنان.
خلال الاستعدادات لشنّ عملية برية شمالًا، لضرب حزب الله وإعادة الأمن إلى البلدات، اتضح أن القدرات العملياتية للجيش الإسرائيلي قد تضررت بسبب تأخر دام أشهرًا لاستكمال بناء منشأة تدريب كبيرة بالذخيرة الحية، شمال مرتفعات الجولان، تُحاكي قرية لبنانية، بهدف التدريب على القتال في المناطق المأهولة وفقًا لوثائق حصلت عليها "كالكاليست".
تُقدر تكلفة المنشأة بحوالي 100 مليون شيكل، وصنفها القائمون عليها على أنها "مشروع أمني ذو أهمية وطنية"، يُفترض أن تُدرّب جنودًا على كيفية السيطرة على المنازل والشوارع في المناطق الريفية والحضرية، لجميع القوات البرية بحلول نهاية يناير/كانون الثاني 2024، إلا أنه في سبتمبر/أيلول 2023، أي قبل أسابيع من اندلاع حرب "السيوف الحديدية"، أعلنت شعبة الهندسة والبناء التابعة لوزارة الدفاع أن المقاولين لم يلتزموا بالجدول الزمني.
أدى تعقيد المشروع ونواقص السلامة، وتأخر إنجازه في فترة حرجة من استعدادات الجيش للقتال في الشمال، كما كشفت "كالكاليست"،إلى قيام المقاول الرئيسي للمشروع برفع دعاوى قضائية ضد المقاولين الآخرين.
ووفقًا للدعوى القضائية، فإن الصراع الثلاثي يمس جوهر المشروع: حماية الغرف، بحيث لا يتعرض الجنود الذين يُفترض دخولهم إليها أثناء إطلاق النار الحي وإلقاء القنابل اليدوية للأذى من الشظايا وتناثر المواد المختلفة.
0 تعليق