نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الدكتورة فاطمة فخورة بابنها المولود «بعين فيها بستان»: نعمة تستحق الحمد كل يوم, اليوم الأحد 27 أبريل 2025 11:22 مساءً
على الرغم من هول الصدمة التي عاشتها الدكتورة فاطمة محمد، في عام 2018، وفقدانها «السند» فور اكتشاف أن جنينها الذي تنتظره على أحرّ من الجمر سيولد «مختلفاً واستثنائياً»، إلا أنها استطاعت التحلي بالصبر والصمود في مواجهة محنتها، وتجاوز سلسلة من الصعاب والمعضلات الصحية والاجتماعية التي تعرّضت لها، مقدمة نموذجاً إنسانياً ساطعاً للعطاء الذي لا يعرف الحدود، وذلك بعد تمكنها من تجاوز حدود قدراتها لدعم ابنها الذي وُلد بعين واحدة، وإكسابه الثقة والقوة، وقيادته إلى برّ الأمان.
رحلة علاج طويلة خاضتها الأم الإماراتية مع وليدها منذ الشهر الأول، خارج الدولة وداخلها، من أجل توسيع العين، والتمسك بالأمل حتى اليوم، بل وبثّ العزيمة في نفوس الأمهات اللواتي لديهن أطفال يعانون حالات صحية مختلفة، واصفة التجربة بأنها غيّرت حياتها، ونعمة تحمد الله عليها كل يوم، معتبرة أن (زايد) ثمرة نجاح، وإنجازاً كبيراً، مترجمة ذلك في كتاب على لسان (زايد) من أجل التوعية، تحت عنوان «في عيني اليمنى بستان».
«سونار الحمل»
في بداية حوارها مع «الإمارات اليوم»، توقفت الدكتورة فاطمة عند بداية اكتشافها مرض طفلها، قائلة: «منذ مراحل الحمل الأولى، وخلال زياراتي المتكررة لإجراء الفحوص والأشعة (سونار الحمل)، كانت العين اليمنى للجنين مغطاة بيده المرفوعة طوال الوقت، ما أثار فضول الطبيبة، محاولة أكثر من مرة التقاطها في هذه المرحلة المبكرة من الحمل، ولكن من دون جدوى»، مضيفة «بعد ولادة ابني (زايد)، أصابني حزن وأسى شديدان لمشاهدة ما يشبه (الفوهة الصغيرة) مكان العين اليمنى لولدي، ما دفعني إلى مراجعة العديد من المستشفيات المتخصصة داخل الدولة وخارجها، فيما كانت النتائج صادمة، ومجتمعة على إصابته بضمور شديد لا يمكن معالجته، لعدم اكتمال القرنية».
انحسار الفرص
ورغم ضيق الأفق، وانحسار فرص العلاج، لم تفقد الدكتورة فاطمة الأمل في البحث عن وسيلة لإنقاذ ابنها، وحل يمكّنه من تجاوز أزمته الصحية، فقررت جمع شتات نفسها والتوجه إلى فرنسا لعلاجه، وبعد رحلة طويلة، عادت مجدداً لاستكمال مداواة طفلها في الإمارات، وتثبيت عين اصطناعية تُستبدل كل ثلاثة أشهر، وإرفاقها بفحص منتظم للنظر، بغية الاطمئنان على صحة وسلامة العين اليسرى السليمة.
وتابعت الدكتورة فاطمة بنبرة فرح: «مع مرور الوقت، تمكنت من التآلف مع هذا الواقع الجديد، وتغلبت على أزمتي برؤية طفلي يتجاوزها يوماً بعد آخر، وصولاً حالياً إلى عمر ستة أعوام وثلاثة أشهر، فيما دأبت من جهتي على مشاويرنا المشتركة كل فترة، من أجل استبدال العين الاصطناعية لتلائم حركة نمو عظام رأسه، واستأنس (زايد) من جهته بـ(لعبة) ارتداء العدسات الملونة، متجاوزاً أسئلة الفضوليين وتعليقات المتنمرين المؤذية التي ترده بين الحين والآخر».
وحول الصعوبات التي واجهت (زايد)، أكدت الدكتورة فاطمة أن طفلها، والحمد لله، يتمتع اليوم بشخصية مرحة وعفوية، وببناء نفسي صلب، أسهمت في صقله وتثبيته على امتداد السنوات الماضية، فضلاً عن تفوقه في مجال الدراسة.
وأكملت: «في البداية، عانى (زايد) مشكلات في تحديد الأبعاد، فكان يصطدم بالجدران من جهة عينه اليمنى، بسبب عدم قدرته على الإبصار، لكنه مع مرور الوقت تجاوز هذا العائق، وبات قادراً إلى حد كبير على الاعتماد على نفسه، بفضل ما كنت أبثه لديه من وعي بأنه ليس مختلفاً عن بقية الأطفال، لكنه طفل استثنائي بكل معنى الكلمة».
نشر الوعي
وبعد نجاحها في تجاوز أزمة (زايد) الصحية، قررت الدكتورة فاطمة تحمل مسؤولية مجتمعية مضاعفة، ونشر الوعي بمرض ابنها النادر، وإلهام المصابين به وتوعية ذويهم، فانخرطت في كتابة قصة قصيرة للأطفال ناطقة بلسان حال (زايد)، وأوضحت: «في عام 2023، خطر ببالي كتابة قصة عن تجربة ابني، اخترت لها عنوان (في عيني اليمنى بستان)، حاولت فيها، وبعيون (زايد)، رواية أبرز اللحظات التي عاشها، والمواقف التي تعرّض لها خلال رحلته الطويلة مع المرض، إلا أنني فوجئت برفض معظم دور النشر المحلية نشرها، بحجة مضامينها (المخيفة) للأطفال، فلجأت إلى حل بديل تعاونت فيه مع شقيقتي لتأسيس دار نشر جديدة حملت اسم (غيمة)، وكانت قصة (في عيني اليمنى بستان) حينها باكورة إصدارات الدار، محققة نجاحاً واهتماماً من قبل الجمهور في مختلف الفعاليات والمناسبات الاجتماعية التي طُرحت فيها، مثل سوق الفريج في حديقة بحيرة البرشاء، والمعرض الخاص الذي نظّمته بلدية دبي لسعادة المتعاملين».
تجربة ملهمة
قالت الدكتورة فاطمة محمد: «لم أتخيل عدد الأمهات اللواتي تواصلن معي، للحديث عن تجاربهن مع إعاقات أبنائهن ومشكلاتهم الصحية، في الوقت الذي طالب العديد منهن بنشر الكتاب باللغتين العربية والإنجليزية،
مستقبلاً، ليطلع عليه المزيد من شرائح الجمهور».
وأضافت: «كم كانت سعادتي أكبر بفرحة ابني (زايد) وفخره بهذه التجربة، ومبادرته من ثم بدعوة الجمهور إلى قراءة قصته، والاستفادة من تجربته الملهمة في تحدي المرض».
صبر جميل
أكدت (أم زايد) أن تجربتها الإنسانية مع طفلها منحتها رباطة الجأش والأمل والصبر في اختبار قسوة الحياة، وتخلي من حولها عن المسؤولية، مضيفة: «أعترف بأن رحلتي مع ابني غيرتني، وجعلتني أكثر رضا ورصانة وخبرة في التعامل مع آلام الحياة، فهو إنجازي الوحيد والأهم في الحياة، والعوض الجميل الذي أكرمني الخالق به».
. منذ أول شهر من ولادته بدأت رحلة العلاج.. ولم تفقد الدكتورة فاطمة الأمل في البحث عن وسيلة لإنقاذ ابنها.
. فوجئت برفض دور نشر قصتها بحجة مضامينها «المخيفة» للأطفال.. فقررت تأسيس دار نشر.
. 6 سنوات عمر الطفل «زايد»، الذي منح أمه قوة وعزيمة.
. الدكتورة فاطمة زرعت قوة في نفس ابنها «زايد».. وبستاناً في عينه اليمنى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
0 تعليق