نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عون بين هواجس "حزب الله" وخصومه والضغوط الخارجية, اليوم الخميس 17 أبريل 2025 05:17 صباحاً
على وقع التحولات التي شهدتها المنطقة في الأشهر الماضية، باتت معالجة سلاح "حزب الله" العنوان الأبرز على الساحة المحلّية، في ظلّ مواقف وصراعات تعبّر عنها بعض الرؤوس الحامية، التي لم تصل بعد إلى مرحلة قراءة الواقع الجديد بعقلانيّة، بالرغم من كل التعقيدات التي تسيطر على المشهد العام، ارتباطًا بالوقائع الداخليّة والخارجيّة.
في هذا الإطار، يذهب البعض إلى قراءة الواقع الراهن بخلفيّة ما حصل بعد العدوان الإسرائيلي في عام 2006، متجاهلين أن المقارنة لم تعد جائزة لعدة اعتبارات، أبرزها الاندفاعة الأميركية في المنطقة، وسقوط النظام السوري السابق، إلى جانب الضربات العسكرية التي تعرّض لها "حزب الله" في العدوان الأخير، معتقدين أن الأمور من الممكن أن تسير وفق المنوال نفسه.
في المقابل، هناك من يتعمّد التعامل مع المسألة من منطلق أن "حزب الله" انتهى عسكريًا بشكل كامل، متجاهلًا الوقائع التي تثبت العكس، لكن الأهم هو تجاهل الهواجس التي تسكن جمهور الحزب، خصوصًا في ظلّ استمرار الاعتداءات الإسرائيليّة اليوميّة، بالإضافة إلى عدم القدرة على تأمين الضمانات الكافية حيال نوايا تل أبيب المستقبلية تجاه لبنان.
بين المقاربتين، تبرز مواقف رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، الذي يُعد ميزان الرؤية الرسمية لكيفية معالجة هذه المسألة، بحسب ما تشير إليه مصادر سياسية متابعة لـ"النشرة"، خصوصًا في ظل الدعم الذي يحظى به من قبل العديد من الجهات الإقليمية والدولية، إلى جانب الرهان على دوره من قبل مختلف الأفرقاء المحليين، من دون أن يُلغي ذلك وجود قوى في الداخل، من الخصوم، توجّه انتقادات، ولو بشكل غير مباشر، إلى الرؤية التي يحملها.
من وجهة نظر المصادر نفسها، ليس هناك من يملك رؤية واضحة لكيفية المعالجة سوى رئيس الجمهورية، الذي يدرك حجم المخاطر التي تهدد الواقع الداخلي، ما دفعه إلى التشديد على أن المطلوب ليس تفجير الوضع الداخلي، وهو أمر من المفترض أن تأخذه جميع القوى المعنية بعين الاعتبار. وبالتالي، فإن مسألة حصرية السلاح بيد الدولة، حتى ولو كان القرار متخذًا، يجب أن تتم بالحوار الذي يجنّب البلاد الصدامات، خصوصًا أن التداعيات المتوقعة معروفة، من دون تجاهل الضغوط الخارجيّة التي تفرض نفسها.
في هذا السياق، من الضروري التوقف عند بعض الإشارات التي ترد في مواقف عون، وأبرزها التأكيد أن السياسة "ابنة الظروف"، في قراءة للتطورات الحالية، ما يساعد على فتح باب الحديث مع "حزب الله"، والتشديد على ضرورة أن يضع كل هواجسه على الطاولة ويدع الدولة تعالجها، بحسب ما كان قد أعلن في الأيام الماضية. لكن الأهم، الذي لم يتطرق إليه رئيس الجمهورية، هو أن المشهد الإقليمي لم يُرسم بشكل نهائي بعد، في حين أن لهذا المعطى تداعيات مباشرة على الواقع الداخلي.
هنا تذهب المصادر السّياسية المتابعة إلى القول إنه في مقابل هواجس خصوم الحزب، الذين يعتبرون أن أي حوار معه قد يكون تكرارًا لتجارب سابقة، هناك هواجس مقابلة لدى الحزب لا يمكن تجاهلها، ومن المفترض أن تؤخذ بعين الاعتبار لدى بحث مسألة السلاح معه في المرحلة المقبلة. لكنها تشدّد على أن هذا لا يمكن أن يتم وفق الرؤية التي يعبّر عنها البعض، والتي تقوم على رفض المس بالسلاح بأي شكل من الأشكال.
في المحصّلة، تلفت المصادر نفسها إلى نقطة أساسية كان قد أشار إليها عون، تتمثل في ضرورة فهم هواجس الحزب والتهديدات التي يشعر بها، لتوجيه رسالة له بأن تتم معالجتها بالنيابة عنه ضمن إطار الدولة. وتشير المصادر إلى أن رئيس الجمهورية تحدث أكثر من مرة عن مطالبة إسرائيل بالخروج من النقاط الخمس، وإعادة الأسرى، ووقف اعتداءاتها. لكنها تذهب أبعد من ذلك، عبر الإشارة إلى أن الواقع السوري يثير أيضًا الكثير من الهواجس لدى جمهور الحزب، خصوصًا في ظل طبيعة السلطة الجديدة هناك.
0 تعليق