تدهورت الأوضاع الأمنية والاقتصادية في العاصمة الخرطوم وعدد من مدن السودان، وسط تزايد في أعمال القتل والنهب، واتساع رقعة الجوع بسبب تداعيات الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023 من دون أي مؤشرات فعلية لوقفها.
ويقول مصطفى محمد، وهو أحد العائدين مؤخرا إلى بيته في منطقة أم بدة شمال غرب أم درمان، إن الأوضاع لا تزال على حالها بعد 26 شهرا من القتال.
ويوضح لموقع "سكاي نيوز عربية": "منذ عودتي قبل 10 أيام وأنا أعيش في حالة من الرعب الشديد، حيث يتجول مسلحون مجهولو الهوية في الشوارع ويتعاملون مع المارة بعنف شديد... البعض يفقد حياته بكل سهولة بسبب الانفلات الأمني الكبير".
ويضيف: "الأوضاع المعيشية تزداد سوءا.. لم يعد بإمكاننا الحصول على احتياجاتنا الأساسية من غذاء ودواء، ليس بسبب الندرة وحدها بل بسبب ارتفاع الأسعار وشح المال لدى معظم السكان".
ويرى النقابي والناشط السياسي، حسن الشيخ، أن الحملات المكثفة الداعية للعودة إلى الخرطوم مجرد فخ إعلامي، حيث وجد الكثير من العائدين أنفسهم في مدينة بلا ماء ولا كهرباء ولا خدمات.
ويضيف لموقع "سكاي نيوز عربية": "عاد الكثيرون ليجدوا أشباح الموت والجوع والخذلان في استقبالهم".
ويوضح: "الخرطوم لا تزال ساحة حرب.. من العبث الدعوة للعودة دون توفير الخدمات والأمن والحياة".
وقال المرصد السوداني لحقوق الإنسان، إن هنالك أنماطا واسعة من الانتهاكات تُرتكب بحق الحقوقيين والمدنيين، شملت القتل خارج نطاق القانون، والاعتقالات التعسفية، والتعذيب الجسدي والنفسي، إلى جانب الاستهداف الرقمي.
وأشار التقرير إلى تعرض العشرات من النشطاء والناشطات لملاحقات واحتجازات تعسفية من دون توجيه تهم.
أزمة طاحنة
واستمر خلال الأيام الماضية ارتفاع أسعار السلع الأساسية بعد ارتفاع الدولار، وسط شح كبير في السيولة لدى السكان الذين فقدوا نسبة كبيرة من مصادر دخلهم بسبب الحرب.
يأتي هذا في ظل مخاوف كبيرة من اتساع رقعة الجوع التي تحاصر حاليا نسبة كبيرة من السكان، فيما قالت منظمة العفو الدولية إن الوصول إلى موسم الأمطار يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية.
وأكد تيغيري شاغوتا، مدير منظمة العفو الدولية في شرق وجنوب إفريقيا، على ضرورة أن تسمح أطراف النزاع بوصول إنساني آمن وغير مشروط، وأن توقف الهجمات على عمال الإغاثة ومرافقها.
وتابع: "يحتاج النازحون السودانيون بشكل عاجل إلى الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الطبية والمأوى".
وحثت المنظمة المجتمع الدولي على زيادة تمويل المساعدات الطارئة لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح.
غياب أفق الحل
وتسود الشارع السوداني حالة من الإحباط الشديد بسبب استمرار الحرب وعدم ظهور أفق للحل. وتعبر آمنة عبدالله، وهي معلمة تعيش في مناطق النزوح بولاية نهر النيل، عن غضبها حيال الفشل في الوصول إلى حل يوقف الحرب.
وتضيف لموقع "سكاي نيوز عربية": "من المؤسف أن يتجاهل العالم أزمة السودان ويفشل في إجبار المتقاتلين على وقف هذه الحرب التي شردتنا من بيوتنا وحولت حياتنا إلى جحيم".
وتضيف: "لأكثر من عامين تعاني ملايين الأسر من الخوف وشظف العيش والتشتت من دون أي أفق لحل قريب.. لا ندري إلى متى سيستمر هذا الوضع".
ويشدد الأكاديمي والباحث الأمين بلال، لموقع "سكاي نيوز عربية" على أن "استمرار الحرب ومعاناة السودانيين مرتبط بعدم قدرة قادة الجيش على الخروج من عباءة الإخوان وتجاوز قياداتهم المستفيدة من استمرار الحرب، وهو ما يهدد بدمار ما تبقى من البلاد".
0 تعليق