منذ أن أطلق النجم عمرو دياب ألبومه الأول "يا طريق" عام 1983، لم يتوقف قطار الإبداع؛ فالهضبة الذي أصبح أيقونة موسيقية عربية، يواصل طرح ألبوماته بشكل منتظم، ليصل مع ألبوم "ابتدينا" الأخير إلى الرقم 35 في مسيرته، متربعا على عرش الأغنية العربية لأكثر من أربعة عقود.
كل ألبوم كان بمثابة محطة جديدة في رحلة التجديد، حيث لم يكتف الهضبة بتكرار النجاح، بل كان دائم البحث عن صوت جديد، وإيقاع مختلف، وروح تواكب العصر، وهو ما يميز عمرو دياب عن غيره من نجوم جيله عبقريته وقدرته الفريدة على التجدد، فلم يكن الهضبة يوما أسيرا لنمط واحد، بل كان دائما في قلب الحداثة، يلتقط نبض الشارع، ويعيد صياغته موسيقيا.
لم يتردد الهضبة يوما في فتح الباب أمام جيل جديد من الشعراء والملحنين والموزعين، ليضخ دماء جديدة في أغانيه، في "ابتدينا"، نرى تعاونات مع أسماء معروفة وأخرى جديدة لأول مرة مثل منة القيعي، وعودة قوية للملحن عمرو مصطفى بعد سنوات من القطيعة، كما يشاركه ابنه عبد الله في أغنية "يلا"، وابنته جنا دياب في "خطفوني"، في خطوة شبابية تعكس حرصه على تقديم ابناءه إلى جمهوره من أوسع أبواب الشهرة.
ألبوم "ابتدينا" ليس مجرد إضافة رقمية لمسيرة الهضبة، بل هو تجربة موسيقية متكاملة تجمع بين الرومانسية، الإيقاع العصري، والدراما، بـ15 أغنية، تعكس طموحه للوصول إلى أكبر قاعدة جماهيرية في العالم العربي.
الألبوم يجمع بين أنماط موسيقية متعددة، من المقسوم الشرقي إلى اللاتيني إلى الهاوس الأوروبي، مع لمسات من الفلكلور الصعيدي والشعبي، مع توليفة من كبار صناع الأغنية أبرزهم تامر حسين، أيمن بهجت قمر، بهاء الدين محمد، عزيز الشافعي، عمرو مصطفى، محمد يحيى، إسلام زكي، عادل حقي، أحمد إبراهيم، وأسامة الهندي، واعتمد على لغة قريبة من الجيل الجديد، مع مفردات شعبية مرحة في بعض الأغاني، ما عزز من انتشار الألبوم بين الشباب، وهو ما جعله قريبا من كل الأذواق.
في "ابتدينا" أثبت عمرو دياب أن النجاح ليس صدفة، بل هو نتاج رؤية فنية متجددة، وذكاء في اختيار الكلمة واللحن، وجرأة في التعاون مع الأجيال الجديدة، الهضبة لا يزال يكتب التاريخ، ويؤكد أن الموسيقى لغة لا تعرف الزمن، وأنه سيظل أيقونة الصيف العربي بلا منازع.
0 تعليق