دي دبليو: في ظل الجفاف وتغير المناخ.. شاب ليبي يقود ثورة الزراعة المائية بطرابلس - هرم مصر

المرصد سي اوه 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مزارع ليبي يحقق تجربة رائدة في الزراعة المائية لمواجهة الجفاف وتغير المناخ

ليبيا – سلط تقرير ميداني نشره القسم الإنجليزي في شبكة “دي دبليو” الإخبارية الألمانية الضوء على تجربة مزارع شاب ليبي يسعى لإنتاج طعام عضوي في ظروف صحراوية قاسية، عبر تقنيات زراعية مبتكرة.

مزرعة مائية قرب طرابلس تقدم نموذجًا زراعيًا مستدامًا

وأوضح التقرير، الذي تابعته وترجمته صحيفة “المرصد“، أن المزارع عبد الله الفاندي، البالغ من العمر 24 عامًا، أطلق مبادرة فريدة في مزرعته الواقعة قرب العاصمة طرابلس، تعتمد على الزراعة المائية، وهي طريقة زراعية خالية من التربة توفّر المياه عبر استخدام مخلفات الأسماك في زراعة المحاصيل.

وأشار التقرير إلى أن مبادرة الفاندي تأتي في وقت تواجه فيه ليبيا تحديات مناخية متفاقمة، أبرزها الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، مع تراجع البنية التحتية الزراعية، حيث تمثل مزرعته “هيدروهارفست” نموذجًا لنظام زراعي دائري مغلق، ينمو فيه السمك والنبات معًا داخل الماء.

الزراعة المائية بديل ضروري في ظل الأزمات المناخية

وبيّن التقرير أن الفاندي يثبت من خلال مشروعه أن الزراعة المستدامة الموفّرة للمياه ليست ممكنة فحسب، بل أصبحت ضرورة في ظل التغيرات المناخية الحادة التي تعاني منها البلاد، مؤكدًا أن نظام الزراعة المائية يمثل بديلاً حيويًا للزراعة التقليدية.

وفي المقابل، أوضح التقرير أن مزارعين تقليديين مثل محمد الزواوي يواجهون مستقبلًا غامضًا، إذ تراجع إنتاجه الزراعي بشكل حاد، من ملء أربع شاحنات سابقًا إلى شاحنة واحدة فقط حاليًا، بسبب قدم شبكات المياه وغياب الدعم الحكومي، ما يجعل الاستثمار في تحلية المياه خيارًا ملحًا للحفاظ على استمرارية الزراعة.

نظام متكامل لإنتاج الغذاء العضوي بموارد محدودة

وتناول التقرير تفاصيل مشروع الفاندي، الذي يعيد تدوير المياه بين أحواض أسماك البلطي والخضراوات، حيث تستخدم المخلفات السمكية كمصدر طبيعي لتغذية محاصيل مثل الخس والنعناع والكرنب، دون الحاجة لاستخدام المبيدات الحشرية.

وأشار إلى أن المزرعة تنتج خضروات وأسماكًا عضوية بأقل استهلاك ممكن للموارد، مما يجعلها نموذجًا مثاليًا للزراعة في المناطق القاحلة، في ظل حصول المشروع على منحة من الاتحاد الأوروبي بقيمة 20 ألف يورو لدعمه كجزء من الجهود المبذولة لمواجهة تغير المناخ وتعزيز الأمن الغذائي.

نجاح ملهم وتحفيز لمزارعين آخرين على اتباع الأسلوب ذاته

وأكد الفاندي في تصريحاته أن المشروع يحقق نجاحًا ملحوظًا، مع حرصه على مشاركة خبراته ليكون نموذجًا يحتذى به، مشيرًا إلى استخدامه لنبات الأزولا المائي الغني بالبروتين لتقليل التبخر وتغذية الأسماك، ما أسهم في تنامي قاعدة عملائه وارتفاع الوعي بأهمية الأمن الغذائي.

تحول تدريجي نحو الزراعة المائية في ليبيا

واختتم التقرير بالتأكيد على أن مشروع الفاندي يمثل تحولًا ضروريًا في المشهد الزراعي الليبي، إذ بدأ حتى المزارعون التقليديون مثل الزواوي في استكشاف تقنيات الزراعة المائية، مع تسارع تأثيرات التغير المناخي، ما يجعل مثل هذه الابتكارات ضرورية لاستدامة الزراعة والأمن الغذائي في البلاد.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق