القدس في يونيو.. شهيدان وقرارات تهجير بالجملة وانتهاكات غير مسبوقة في الأقصى - هرم مصر

الكورة السعودية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في يونيو/حزيران المنصرم استشهد في مدينة القدس فلسطينيان برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، هما معتز حجاجلة (21 عاما) في قرية الولجة جنوب غرب المدينة، وذلك خلال اقتحامها 18 يونيو/حزيران، وزهيّة عبيدي (66 عاما) التي أعُدمت خلال اقتحام مخيم شعفاط شمال شرق القدس يوم 25 من الشهر ذاته.

وادّعت شرطة الاحتلال في بيان لها أن حجاجلة حاول تنفيذ عملية طعن وخطف سلاح أحد الجنود، بينما فنّد أهالي القرية الادعاء وقالوا إن الشاب أُعدم بدم بارد عندما حاول الدفاع عن عمّه المسن خلال ضربه وطرحه أرضا.

أما المسنّة زهيّة عبيدي فاستشهدت بعد إصابتها برصاصة في رأسها وهي تجلس آمنة مع أفراد عائلتها على سطح المنزل أثناء اقتحام المخيم.

وسُلّم جثمان زهيّة بعد نقله إلى معهد الطب العدلي، بينما لا يزال جثمان الشاب معتز الحجاجلة محتجزا في ثلاجات الاحتلال.

الشرطة في خدمة المقتحمين

في ساحات المسجد الأقصى استمرت الانتهاكات كما في الأشهر السابقة، إلا أن عدد المقتحمين سجّل انخفاضا مقارنة بشهري مايو/أيار، وأبريل/ نيسان المنصرمين بسبب إغلاق المسجد الأقصى خلال عيد الأضحى المبارك والمواجهة الحرب بين إسرائيل وإيران.

وبالتالي اقتحم ساحات الأقصى على مدار شهر يونيو/حزيران 3505 من المتطرفين الذين أدوا خلال اقتحامهم طقوسا وصلوات تلمودية، وكان من بين المقتحمين وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، وهو الاقتحام العاشر له للمسجد منذ توليه منصبه مطلع عام 2023.

إعلان

وخلال اقتحامه وبّخ بن غفير ضباطا من الشرطة بسبب منع بعض المستوطنين من الرقص والغناء ورفع الأعلام الإسرائيلية في الأقصى، وتوجه لهم بالسؤال قائلا "هل تدركون ماذا يعني أن تأخذوا العلم منهم في جبل الهيكل؟ هل تفهمون تأثير ذلك على الشعب اليهودي في العالم بأكمله؟".

ونشرت صحيفة "يسرائيل هيوم" على موقعها الإلكتروني في 30 يونيو/حزيران أنه بعد سنوات من الإسكات والاعتقال سمحت الشرطة بالرقص والغناء في جبل الهيكل (التسمية التوراتية للمسجد الأقصى).

وجاء في الخبر أن عددا من المقبلين على الزواج اقتحموا المسجد لمباركة زواجهم، ورافقهم المقتحمون بالرقص والغناء العلني، وأفادوا بأنهم لاحظوا مزيدا من المرونة في إجراءات الاقتحام، وأنه لم يتم طرد أو اعتقال اليهود الذين يغنون ويرقصون.

اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، يونيو 2025
بن غفير وبّخ ضباطا من الشرطة بسبب منع بعض المستوطنين من الرقص والغناء ورفع الأعلام الإسرائيلية في الأقصى (مواقع التواصل)

انتهاكات غير مسبوقة

وبالإضافة لهذا التطور الخطير، فإن سابقة خطيرة حدثت في باحات المسجد أيضا خلال احتفال المستوطنين بعيد "الأسابيع" اليهودي، إذ اقتحم متطرفان صحن قبة الصخرة المشرفة بملابس الكهنة البيضاء وهما يحملان قربانا حيوانيا مذبوحا وحاولا نثره عند قبة السلسلة التي يُعتقد في الديانة اليهودية أنها تشكل موقع "المذبح" في الهيكل.

وفي عيد الأسابيع أيضا اقتحمت مستوطِنات صحن قبة الصخرة ونثرن على أرضيته خبزا مغمسا بالخمر، وسكبن الماء على أرجلهن ضمن طقوس توراتية خاصة بهذا العيد الذي اقتحم المسجد خلاله 985 متطرفا ومتطرفة.

وخلال الاقتحام الذي نفذ بمناسبة عيد "الأسابيع" أقحم المتطرفون أنفسهم في أعمال ترميم الأقصى التي هي من اختصاص دائرة الأوقاف الإسلامية، وصور بعضهم مقطعا لأرضية تعود للعهد المملوكي قيد الترميم قرب باب القطانين وأثاروا جدلا إعلاميا بمزاعم مختلفة.

حصار بحجة الطوارئ

وخلال المواجهة بين إسرائيل وإيران أصدرت الجبهة الداخلية التابعة لجيش الاحتلال تعليمات بمنع التجمهر، وسُجل على إثر ذلك أطول إغلاق للأقصى بسبب هذه الحرب التي تخللها تخفيف لتعليمات الجبهة الداخلية لمدة 4 أيام فُتح خلالها بابان من أبواب المسجد، ولم يتجاوز عدد من سُمح لهم بدخول الساحات من المصلين 450 مصليا، بالإضافة إلى إغلاق كنيسة القيامة أمام المصلين المسيحيين.

وخلال هذه الحرب نشطت حملات تحريض من نشطاء جماعات الهيكل المتطرفة على نسف المسجد الأقصى، متمنين أن تسقط الصواريخ الإيرانية فوقه.

كما ألقت الحرب بين إسرائيل وإيران بظلالها على حياة المقدسيين اليومية، إذ أقدمت شرطة الاحتلال على إغلاق مداخل البلدة القديمة بالقدس، ومنعت الدخول إليها باستثناء ساكنيها، كما أغلقت مدخلين من مداخل بلدة الطور بالمكعبات الإسمنتية لبضعة أيام، ونصبت بوابات حديدية على مداخل كل من بلدتي عناتا وحزما، ونغص الاحتلال على المواطنين بالإغلاقات العشوائية للحواجز العسكرية المحيطة بالمدينة المقدسة.

2-صورة لمنزل أم ناصر الرجبي والبؤرة الاستيطانية بجوارها وتظهر أيضا كاميرات المراقبة وعلم إسرائيل(الجزيرة نت)
صورة منزل مهدد بالإخلاء في حي بطن الهوى بسلوان وبجواره بؤرة استيطانية يعلوها العلم الإسرائيلي وكاميرات مراقبة (الجزيرة)

اعتقال العشرات وتهجير المئات

أما على صعيد الاعتقالات وانتهاك الحريات فوثقت الجزيرة نت 49 حالة اعتقال في محافظة القدس طالت 10 قاصرين و4 نساء، كما وثقت 38 حالة اعتقال إداري، بالإضافة لإعلان الشرطة بين الحين والآخر عن اعتقال عشرات العمال من الضفة الغربية داخل القدس.

إعلان

وفي انتهاك خطير لحقوق الإنسان سلّم الاحتلال الأسير المحرر في صفقة التبادل الأخيرة محمد عطّون قرارا بسحب حق إقامته في القدس.

أما في إطار قرارات الإبعاد فسُجّل إبعاد مقدسيَين عن المسجد الأقصى، هما حارس المسجد عرفات نجيب والمسنة المقدسية فاطمة خضر، كما فُرضت عقوبة الحبس المنزلي على 9 مقدسيين بينهم 6 أطفال وامرأة.

وعلى صعيد جرائم الهدم نُفذت في محافظة القدس 15 عملية هدم بينها 6 عمليات هدم ذاتي قسري، وتركزت عمليات الهدم في سلوان وبيت حنينا وجبل المكبر داخل الجدار العازل وفي عناتا وحزما ورأس خميس خارجه.

ورصدت الجزيرة نت أحداثا متفرقة أخرى، من بينها إصدار أوامر إخلاء وهدم ستؤدي إلى تهجير 300 مقدسي قسريا في كل من حي بطن الهوى في سلوان، وبلدة أم طوبا وقرية النعمان جنوب القدس.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق