نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
شائعة السفينة ولعبة شخصيات الخيانة, اليوم الجمعة 1 نوفمبر 2024 04:56 مساءً
أجد أن أكثر مما قيل من كلام العرب إقناعا في مسألة انتشار الشائعات هو قول أحدهم «تذكر دائما أنه يتم حمل الشائعات من قبل الحاقدين، وينشرها الحمقى، ويقبلها البلهاء». ربما لأنها تنسحب على الواقع بشكل مباشر وخاصة مع آلة الحرب الفتاكة المسماه بالسوشيال ميديا.
مع تجارب على مدار سنوات وبعد سقوط حكم جماعة الإخوان، وقيام دولة 30 يونيو، صرنا ندرك خطورة كتائب منصات التواصل التي تروج الشائعات، وتوصل الجميع إلى قناعة أنها أخطر على مصر من وقوعها وسط رقعة شطرنج متأججة بالحروب والصراعات.
حتى إن محاولتك إلى حصر الشائعات التي تنطلق ضد مؤسسات الدولة المصرية على مدار شهر مثلا، ستبوء بالفشل من كثرتها وتشعبها واستغلالها لحسابات متوارية خلف أسماء لأشخاص عاديين، غير أنك ستجد نفسك فريسة لأحدهم يتلاعب بعقلك ويشكك عينيك فيما ترى.
تخيل ما وصلت إليه أجندات الشائعات ضد مصر بشأن السفينة التي رست في ميناء الإسكندرية وقيل إنها تحمل أسلحة للاحتلال الإسرائيلي. تخيل يريدون أن يخدعوا عقولنا التي أدركت كم الجهود المصرية المضنية لإنقاذ القضية الفلسطينية على كافة المستويات بالمساعدات التي تتدفق رغم محاولات المنع والتعنت من جانب الاحتلال، والمفاوضات التي لم تنقطع يوما بضغط دبلوماسي في كل اتجاه.
حتى بعد توضيح الحقائق كاملة دون أدنى شك أو مواربة في بيان القوات المسلحة المصرية، وحتى بعد شرح التفاصيل من مؤسسات الدولة المعنية مثل ميناء الإسكندرية نفسه، وحتى بعد الخرائط التي نشرها البعض وأكدت حقيقة تلك السفينة ومحتوياتها التي ليس لها علاقة بما قيل، ومع كل ذلك مستمرون في محاولات خداع الناس وتشويه صورة الحقائق أمام الأعين، لا فرق بينهم وبين قتلة الأطفال والأبرياء في غزة بدماء باردة أمام العالم.
عندما رأيت كم المغالطات والتزييف الذي تضخه حسابات الشر على منصات التواصل في مسألة شائعة السفينة، أدركت أن ما تقوم به الدولة المصرية من جهود لإنقاذ القضية الفلسطينية تقلق ممولي الأجندات الخبيثة. وتذكرت هتاف شاب غزاوي مهللا أثناء استقبال شاحنات المساعدات المصرية قائلا «أقسم بالله من كثرة الشاحنات المصرية هنا في غزة لمسعدتنا تظن نفسك أنك في القاهرة أصلا».
لكن أتعلمون ما هو أخطر من الجروبات والحسابات، التي تظهر موالاتها للجماعة الإرهابية أحيانا وتتوارى أغلب الوقت في ثياب الفضيلة ومصلحة الشعب؟!! وهذا النوع عرفناه وأدرك الشعب بوعيه مخططه وصارت ردود أفعال الناس أبلغ رد بالاستهزاء على هؤلاء.. هم أولئك الصامتين المنتظرين لفرصة الانقضاض على الدولة المصرية ومؤسساتها بمكائد سياسية في النظام، أيا كانت النتائج على الشعب. كل ما يفعلونه يمسكون العصا من المنتصف، حتى إذا رأوا الهجوم على الدولة يدخلون في المعركة مباشرة ويتحولون إلى آلات أخطر على الدولة من الآلات الإخوانية. هم في الأصل كارهين للنظام والقيادة المصرية منذ البداية، تحت اسم المعارضة، أو حتى تحت اسم حرية الرأي، لكن يجمدهم ما تصل إليه الدولة من خطى ثابتة نحو حماية الناس وإرساء دعائم الدولة إلى حين يجدون فرصة للخروج من الجحور.
ذلك النوع الثاني هو الخطر الحقيقي على الدولة ومؤسساتها، خاملون على مدار سنوات بسبب ضيق دائرة إقناعهم للناس، لكن لن يمرروا فرصة قضية فلسطين التي تستهوي القلوب للهجوم على النظام، هي لعبة سياسية وضيعة ليست بالشجاعة التي تتراجع فيها إذا ما ظهرت الحقائق وتوضيحها مثل حدث في سفينة ميناء الإسكندرية، ولا حتى بالشجاعة التي تظهر نواياها بشكل حقيقي طوال الوقت، هي قناعات كارهة ومريضة ليس أكثر، وستستمر إلى جانب الخيانة مع إيقاف التنفيذ.
0 تعليق