في الولايات المتحدة، لا يزال التجار يعالجون الأخبار المتعلقة ببيانات مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) التي تم إصدارها يوم أمس. وقد أثارت الاتجاهات الصاعدة في أرقام CPI الأمريكية على أساس سنوي وشهري قلق التجار، مما أدى إلى نقاشات قوية حول ضرورة خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس. في حالة اكتساب التضخم زخمًا وظهور اتجاه سلبي، من المرجح أن يشعر الاحتياطي الفيدرالي بقلق بالغ، حيث يرون هذا الوضع على أنه غير مرغوب فيه. عامل آخر يثير القلق بين التجار هو الاتجاه الهبوطي الأخير في بيانات طلبات إعانة البطالة الأمريكية. عند دمج هذين العاملين، يتضح لماذا يشعر الاحتياطي الفيدرالي بالقلق بشأن سياسته النقدية ولماذا يتردد في اتخاذ أي خطوات عدوانية نحو خفض الأسعار.

تحتوي قائمة البيانات الاقتصادية اليوم على بيانات PPI الأساسية على أساس شهري وPPI على أساس شهري. سيتابع المتداولون هذه الأرقام عن كثب، حيث ستوفر رؤى إضافية حول اتجاه صحة الاقتصاد الأمريكي. التوقعات لبيانات PPI الأساسية على أساس شهري هي 0.2%، بينما كانت القراءة السابقة عند 0.3%. في الساعة 13:30 بتوقيت لندن، سيتم إصدار بيانات PPI على أساس شهري، حيث نتوقع زيادة بنسبة 0.1% من القراءة السابقة 0.2%. إذا جاءت الأرقام الفعلية دون التوقعات، فمن المحتمل أن يصبح السوق أكثر تشاؤمًا بسبب الحواجز المنخفضة بالفعل.

أسعار الذهب: بحث عن ملاذ آمن

على الرغم من قوة مؤشر الدولار والبيانات الاقتصادية التي أكدت انخفاض احتمالية قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، تواصل أسعار الذهب الارتفاع اليوم. وهذا يشير إلى أن التجار لا يتداولون الذهب فقط بناءً على العلاقة بين مؤشر الدولار وسعر الذهب. في الواقع، يبحث التجار عن أصول ملاذ آمن لتخزين ثرواتهم، مع تركيز كبير على التوترات الجيوسياسية.

يبدو أن أسعار الذهب قد استفادت من هذه الأوضاع المتوترة، حيث يعكس ارتفاع الأسعار تزايد الطلب على الملاذات الآمنة في أوقات عدم اليقين. المستثمرون يتجهون إلى الذهب كوسيلة لحماية ثرواتهم، مما يدعم أسعاره في ظل التوترات السائدة.

أسعار النفط: تقلبات مستمرة

تتراجع أسعار النفط عن مستوياتها العالية التي حققتها يوم أمس، حيث يستمر التجار في ضبط المخاطر المرتبطة بالهجوم المحتمل من إسرائيل على إيران. لا تزال الصورة غير واضحة حول ما إذا كانت إسرائيل ستهاجم منشآت النفط الإيرانية. وقد نصح الرئيس بايدن إسرائيل بعدم استهداف منشآت النفط في إيران، على الرغم من أن الموقف الإسرائيلي كان مختلفًا قليلاً في هذا الشأن. من المحتمل أن يستمر التجار في متابعة الوضع المتطور عن كثب، وفي حالة عدم هجوم إسرائيل على منشآت الطاقة الإيرانية، قد نرى بعض التراجع في **أسعار النفط**، التي تتداول فوق متوسطاتها السعرية.

من الناحية الفنية، نرى أن أسعار النفط تتداول دون المتوسطات المتحركة لمدة 50 و100 يوم على الإطار الزمني اليومي، مما يدل على أن المتداولين المتفائلين ليسوا في وضع سيطرة كامل على الأسعار، على الرغم من أننا شهدنا تضخم الأسعار من مستوياتها المنخفضة الأخيرة. طالما أن الأسعار تستمر في التداول تحت هذه المتوسطات المتحركة، فمن غير المرجح أن نرى زخمًا صعوديًا قويًا. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن الأسعار تتداول فوق خط الاتجاه الصاعد، وأن كسر هذا الخط سيؤكد فقدان الأسعار لاتجاهها الصعودي.

الخاتمة

تظل أسعار النفط وأسعار الذهب تحت تأثير عوامل متعددة، بما في ذلك الأوضاع الجيوسياسية والبيانات الاقتصادية. من الضروري للمتداولين أن يبقوا على دراية بالتطورات وأن يتكيفوا مع الظروف المتغيرة. في ظل التوترات السائدة، يبقى السؤال: كيف ستؤثر هذه الأحداث على أسعار النفط وأسعار الذهب في الأيام المقبلة؟ إن متابعة الأخبار والتحليل الدقيق يمكن أن يساعد المتداولين في اتخاذ قرارات استثمارية أفضل وضمان حماية أموالهم في ظل الأوقات العصيبة

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل