عواصم - وكالات: قفزت أسعار النفط، أمس، على وقع الصراع بين إسرائيل وإيران، ما أجج مخاوف المستثمرين من أن يعطل القتال صادرات النفط من الشرق الأوسط على نطاق واسع، في وقت أبدت فيه وكالة الطاقة الدولية استعدادا لاستخدام مخزونات النفط لحالات الطوارئ في حال تعرض السوق لنقص في المعروض، ما أثار انتقادات من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) المنافسة التي قالت، إن البيان لن يؤدي إلا إلى إثارة المخاوف في السوق.
وبعد الهجوم الإسرائيلي على إيران، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت 4.87 دولار، أو 7.02%، إلى 74.23 دولار للبرميل بعد أن قفزت أكثر من 13% لتسجل مستوى مرتفعا خلال جلسة عند 78.5 دولار للبرميل، وهو الأعلى منذ 27 كانون الثاني.
وارتفعت أسعار النفط العالمية بما يصل إلى 7% خلال الـ48 ساعة الماضية، مما أثار مخاوف من أن يؤدي تصعيد إضافي في المنطقة إلى تعطيل صادرات النفط من الشرق الأوسط.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس إن الارتفاع الحاد في أسعار النفط العالمية بعد الضربات الإسرائيلية على إيران سيعود بالنفع على روسيا ويعزز قدراتها العسكرية في الحرب على أوكرانيا.
وأوضح زيلينسكي في حديثه للصحفيين في كييف، أن ارتفاع أسعار النفط يهدد موقف أوكرانيا في ساحة المعركة، خاصة في ظل غياب فرض فعال لسقف أسعار صادرات النفط الروسية من الحلفاء الغربيين.
وذكر زيلينسكي: "الضربات أدت إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط، وهذا أمر سلبي بالنسبة لنا. الروس يزدادون قوة بسبب زيادة الدخل من صادرات النفط".
جاء ذلك في وقت ارتفعت فيه أسعار الذهب، أمس، مع إقبال المستثمرين على أصول الملاذ الآمن في أعقاب الضربات الجوية الإسرائيلية على إيران.
وزاد الذهب في المعاملات الفورية 1.7% إلى 3439.79 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 13:23 بتوقيت غرينتش ليقترب من أعلى مستوياته المسجلة في نيسان عند 3500.05 دولار. وصعد المعدن الأصفر بنحو 4% هذا الأسبوع.
وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب 1.7% إلى 3461 دولارا.
وقال دانيال بافيلونيس كبير خبراء استراتيجيات السوق لدى شركة (آر.جيه.أو فيوتشرز)، "يتسبب ضرب إسرائيل للأهداف الإيرانية في إثارة بعض الذعر الجيوسياسي في السوق. ستظل الأسعار مرتفعة تحسبا لما هو قادم، وهو الرد الإيراني".
في الإطار، قالت الشركة الوطنية الإيرانية لتكرير وتوزيع النفط، إن منشآت التكرير والتخزين لم تتضرر ومستمرة في العمل.
وتنتج إيران، العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، حاليا حوالى 3.3 مليون برميل يوميا، وتصدّر أكثر من مليوني برميل يوميا من النفط والوقود.
وقال محللون ومراقبون بـ"أوبك"، إن الطاقة الفائضة لدى "أوبك" وحلفائها لضخ مزيد من النفط لتعويض أي انقطاع تعادل تقريبا إنتاج إيران.
وأذكت أحدث التطورات مخاوف إزاء حدوث اضطرابات في مضيق هرمز، وهو ممر حيوي للشحن البحري.
وقال "رابو بنك" في مذكرة بشأن المضيق، "السعودية والكويت والعراق وإيران محصورة بالكامل في ممر واحد صغير للصادرات".
ويمر نحو خمس إجمالي استهلاك النفط في العالم عبر مضيق هرمز، أي قرابة 18 إلى 19 مليون برميل يوميا من النفط والمكثفات والوقود.
وقال بن هوف رئيس أبحاث السلع الأولية في بنك "سوسيتيه جنرال"، "تجنب التحرك الإسرائيلي حتى الآن البنية التحتية الإيرانية للطاقة، بما في ذلك جزيرة خرج، المحطة المسؤولة عما يقدر بنحو 90% من صادرات النفط الخام الإيرانية".
وقال محللون، أمس، إن إيران قد تدفع ثمنا باهظا لإغلاق مضيق هرمز.
في الإطار، أبدت وكالة الطاقة الدولية، أمس، استعدادا لاستخدام مخزونات النفط لحالات الطوارئ في حال تعرض السوق لنقص في المعروض في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على إيران.
واشتبكت وكالة الطاقة الدولية التي تمثل مستهلكي النفط، و"أوبك" التي تمثل بعض كبار منتجي النفط في العالم، في السنوات القليلة الماضية بشأن مسارات الطلب العالمي على النفط ووتيرة التحول في مجال الطاقة.
وقال رئيس وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، إنه على الرغم من وجود معروض وفير في سوق النفط، فإن الوكالة ستكون مستعدة للتحرك إذا لزم الأمر، مضيفا، إن الوكالة لديها في منظومتها لأمن النفط 1.2 مليار برميل من النفط في الاحتياطيات الاستراتيجية واحتياطيات الطوارئ.
وانتقد الأمين العام لـ"أوبك" هيثم الغيص تصريح بيرول قائلا، إنه "يثير إنذارات كاذبة ويثير شعورا بالخوف في السوق من خلال تكرار الحاجة غير الضرورية لاحتمال استخدام مخزونات الطوارئ النفطية".
وأضاف، إنه لا توجد تطورات في آليات العرض أو السوق "تبرر اتخاذ تدابير غير ضرورية".
وعلى الرغم من توقف إسرائيل عن استهداف منشآت الطاقة الإيرانية، فإن المتعاملين في السوق يتخوفون من تدهور الوضع، ما قد يؤدي إلى إلحاق أضرار بالبنية التحتية للطاقة في إيران أو الدول المجاورة لها، فضلا عن حصار مضيق هرمز.
0 تعليق