مشاهد محزنة في مقبرة دير البلح صبيحة يوم العيد - هرم مصر

جريدة الايام 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كتب خليل الشيخ:

لم يعلم أحد إلى أين كانت المواطنة "أم حسام" تتجه صبيحة يوم العيد وهي تحمل ملابس العيد للشهيدين الطفلين محمد (ثلاثة أعوام) وفاتن الشريف (خمسة أعوام).
جلست "أم حسام" عند شاهدَي قبرين في مقبرة دير البلح وسط قطاع غزة، وزيّنتهما بملابس الشهيدين الشقيقين التي كان من المقرر أن يرتدياها في يوم عيد الأضحى، في مشهد محزن ومؤثر، وواصلت قراءة سور قرآنية على روحيهما.
قالت لـ"الأيام": إن شقيقتها الشهيدة شيماء أبو لبدة "الشريف" (31 عاماً) المُسجاة في قبر ثالث بجوارهما كانت تنوي إلباس طفليها ملابس العيد والاحتفال به، لكن صاروخاً إسرائيلياً تسبب باستشهاد ثلاثتهما مع عدد آخر من الأقرباء.
وتضيف: كان جميعهم يعيشون في بركس عند مفترق الرمزون بعدما تهدم منزلهم في وقت سابق، إلا أن الاحتلال قصف المنزل بصاروخ دون أي تحذير مسبق، ما تسبب باستشهاد شيماء وأولادها وبعض الأقارب.
بقيت "أم حسام" وقتاً كافياً وهي تزور أقاربها الشهداء "شيماء وابنيها" في المقبرة قبل أن تغادرها، إلا أن صوراً ومشاهداً بقيت ماثلة في المقبرة، صبيحة يوم العيد.
فهذه الطفلة ندى نصار التي لم تتعدَ العاشرة من عمرها لم تكف عن البكاء وهي تتنقل ما بين شاهد وآخر لمجموعة قبور متراصة في المقبرة.
قالت لـ"الأيام": انا أجيت لحالي ازور امي وخواتي هيهم كلهم مدفونين هان.
أضافت: مفيش أي عيد النا، كيف بدو يكون عيد وهما مش معاي.. أمي كانت تلبسني انا وخواتي بس كلهم راحو.. ومضلش حدا وانا عايشة وابوي مع دار عمي بعد ما انقصف البيت.
بدا الحزن واضحاً على وجه الطفلة التي تحدثت إلى أمها وهي مقتنعة تماماً بأنها تسمعها، بحسب قولها.
وردّدت: يما.. يما انا معيدتش وبديش أعيد، مليش نفس البس ملابس جديدة وأصلاً أبوي مشراش، ولا بدي أروح من هان بدي اقضي كل العيد وانا جنبكو ومعاكو.
كلمات الطفلة أثارت مشاعر بعض المارين من ذوي شهداء آخرين الذين احتضنوا الطفلة وطلبوا منها التعرف على والدها ومرافقتهم إلى منزلها.
وفي ركن بعيد جلس الرجل يوسف أبو طه (65 عاماً) يبكي حزناً على ابنيه أيمن وعماد اللذين استشهدا خلال قصف جوي، لكنه كان يخفي دموعه أمام أحفاده الصغار الذين أحضرهم معه لزيارة والديهم.
قال "أبو يوسف": صحيح هذا رابع عيد يمر علينا في غزة ونحن بالحرب، لكنه الأول على استشهاد اثنين من أبنائي، فجئت إلى هنا لكي أستذكر مشاعر كنت أعيشها معهما صباح كل يوم عيد.
وجلس أربعة أحفاد من الذكور لقراءة الفاتحة عند القبرين المتلاصقين.
وامتلأت مقبرة دير البلح كغيرها من المقابر في قطاع غزة بالناس في يوم العيد من زائري قبور وأضرحة أبنائهم وأقربائهم، لكن جزءاً منهم كانوا يأتون لدفن شهداء جدد قضوا فجر وصبيحة أول أيام عيد الأضحى، فبعد ساعات قليلة على انتهاء صلاة العيد حضرت إلى المقبرة عدة جنازات تعود لعائلة "أبو مغصيب"، الذين قضوا في قصف إسرائيلي على منزلهم جنوب دير البلح.
وفي مقبرة الشيخ رضوان بمدينة غزة، حضرت جنازات تعود لعائلتَي "خضر" و"الشيخ" من بلدة جباليا وأخرى لعائلات "أبو سمحان" و"الشاعر" و"النجار" في مقبرة المواصي غرب خان يونس.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق