شهد المدرج الروماني وسط العاصمة عمّان، مساء السبت ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، انطلاق أمسيات فنية وثقافية مميزة، نظّمتها وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة ودائرة الآثار العامة، ضمن فعاليات تهدف إلى تنشيط الحركة السياحية في المواقع الأثرية والتاريخية خلال موسم العيد.

وأكد أمين عام وزارة السياحة والآثار، الأستاذ الدكتور فادي بلعاوي، خلال الحفل، أهمية تنظيم مثل هذه الفعاليات في مواقع ذات طابع تراثي وتاريخي، لما لها من دور في تعزيز الارتباط الوجداني للمواطنين والزوار بهذه الأماكن التي تُعد جزءاً من الهوية الوطنية الأردنية. كما شدد على أن هذه الفعاليات تترجم رؤية الأردن في تحويل التراث إلى مساحة تفاعلية نابضة بالحياة، وداعمة للاقتصاد المحلي.

وقال بلعاوي: "المدرج الروماني وغيره من المواقع الأثرية لم تعد مجرّد شواهد صامتة على الماضي، بل أصبحت منصات حية للتعبير الفني والثقافي، تُمكن الجمهور من إعادة اكتشافها من زوايا جديدة".

وشهدت الأمسية عروضًا فنية متنوعة بدأت بفقرتين غنائيتين تراثيتين لفرقتي "فرسان البادية" و"تعاليل"، تلتها أمسية شعرية ألقتها الشاعرة ليالي العموش، واختُتمت بحفل غنائي للفنان سعد أبو تايه أضفى أجواء من الفرح والاحتفال.

وتتواصل العروض مساء الأحد 8 حزيران 2025، ثالث أيام العيد، بعروض فنية تقدمها فرقة "أوسكار" الاستعراضية، بالإضافة إلى فقرات غنائية للفنانين رامي شفيق، توفيق الدلو، ورغد حجازي، في أجواء عائلية مفتوحة أمام الجمهور.

ويمتد النشاط إلى مواقع أثرية وثقافية أخرى في المملكة، حيث تقام أمسيات فنية في كل من منطقة أم الجمال في المفرق، مركز الأمير الحسين بن عبدالله الثاني الثقافي في معان، ساحة قلعة الكرك، ساحة المطل في أم قيس بإربد، وساحة عقبة بن نافع في مدينة السلط.

يُذكر أن المدرج الروماني، الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن الثاني الميلادي في عهد الإمبراطور أنطونيوس بيوس، يتّسع لحوالي 6 آلاف متفرج، ويتميّز بهندسته الصوتية الفريدة، مما يجعله مسرحاً مثالياً لاحتضان الفعاليات الثقافية والفنية الكبرى.