«ساينس ألرت»
في قلب المحميات الطبيعية بجنوب إفريقيا، حيث يعيش وحيد القرن في بيئته البرية، تلوح أزمة متفاقمة تهدد بقاء هذا الحيوان، فبدافع الطمع والخرافات، أصبح الصيد الجائر من قرن وحيد القرن سلعة باهظة الثمن في السوق السوداء، ودفع بها إلى شفير الانقراض، غير أن باحثين قدموا حلاً بسيطاً وفعالاً وهو نزع قرونها.
وبحسب الدراسة التي أجراها علماء الأحياء في جنوب إفريقيا، فإن إزالة قرون وحيد القرن أدت إلى انخفاض بنسبة 78% في معدل قتله من قبل الصيادين غير الشرعيين، بعد تطبيق هذه الاستراتيجية في 11 محمية طبيعية ضمن منطقة كروغر الكبرى، حيث يعيش ربع عدد وحيد القرن المتبقي في القارة الإفريقية.
وشملت الدراسة أكثر من ألفي حيوان نزعت قرونها، ورغم بساطة الفكرة، إلا أن النتائج كانت واضحة، إذ أدى نزع القرون إلى تقليل الدافع الأساسي للصيادين، فصار الدخول غير المشروع إلى تلك المناطق أقل، ومعدل القتل تراجع بشكل كبير.
القرن الذي يسعى خلفه الصيادون يتكون من الكيراتين، المادة نفسها التي تكون أظفار الإنسان وشعره، ورغم ذلك لا يزال ينظر إليه في بعض الثقافات على أنه يمتلك قدرات طبية خارقة، دون أي سند علمي، ويبدو أن قوة هذا الاعتقاد كانت كافية لتحريك شبكات إجرامية منظمة تدير عمليات الصيد والتهريب حول العالم.
لكن نزع القرون ليس حلاً سحرياً ولا نهائياً، إذ إن بعض الحيوانات منزوعة القرون، ما تزال تتعرض للقتل، لأن الصيادين قد يجدون في بقايا الجذع ما يكفي من القيمة، كما أن هذه الاستراتيجية، وإن كانت فعالة في أماكن تطبيقها، تدفع الصيادين للانتقال إلى مناطق أخرى بحثاً عن فرص جديدة، الأمر الذي يعني أن الحلول يجب أن تكون شاملة وغير محصورة في التدخلات الميدانية فقط.
اللافت في الدراسة أن الأساليب الأمنية التقليدية مثل زيادة أعداد الحراس واستخدام الكاميرات وكلاب التعقّب، رغم أنها أدت إلى اعتقال نحو 700 صياد، لم تنجح في تقليل معدلات الصيد الجائر بالشكل المرجوّ، ويرجع الباحثون ذلك إلى تفشي الفساد وضعف إنفاذ القانون، ما يجعل من نزع القرون وسيلة أكثر فاعلية على المدى القريب، لكنه يظل مجرد كسب للوقت لا أكثر.
ويقول تيم كويبر، الباحث الرئيس في الدراسة، إن علينا أن نرى في نزع قرون وحيد القرن حلاً مؤقتاً يمنحنا فرصة لمعالجة الأسباب الأعمق للصيد الجائر، مثل الطلب العالي على القرون، والفجوات الاقتصادية.
0 تعليق