أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، أن دول «بريكس» تتمتع بإمكانات اقتصادية وعلمية وديموغرافية وسياسية هائلة، مشيرًا إلى وجود تغييرات جذرية في عالم متعدد الأقطاب. وأكد الرئيس الروسي، خلال اجتماع ضيق مع قادة «بريكس»، أن روسيا تسعى إلى تعزيز مكانة «بريكس» في العالم والتركيز على حل المشاكل العالمية والمحلية.

وأضاف بوتين أن دول «بريكس» تمتلك إمكانات اقتصادية وعلمية وديموغرافية وسياسية هائلة، وتظهر مسؤولية في تعاطيها حول الأوضاع العالمية بالأفعال وليس بالأقوال.

وأكد الرئيس الروسي ، أن الدولار يُستخدم بالفعل كسلاح، مشيراً إلى أن ذلك خطأ كبير.

وقال بوتين في اجتماع قمة «بريكس» الموسع: «يُستخدم الدولار كسلاح، ونحن نرى هذا، أعتقد أن هذا خطأ كبير يرتكبه أولئك الذين يفعلون ذلك.

لا يزال الدولار أهم أداة للتمويل العالمي، لكننا لسنا من يفعل ذلك».

وتابع: «نحن لا نتخلى عن الدولار، ولا نحاربه، لكن إذا لم يُسمح لنا بالعمل فماذا نفعل؟ نحن مضطرون للبحث عن بدائل أخرى وهذا ما يحدث».

وفي السياق ذاته، قالت رئيسة بنك التنمية الجديد التابع لـ»بريكس»، ديلما فانا روسيف، خلال قمة بريكس المنعقدة في قازان: «الوضع الجيوسياسي الصعب في العالم يتفاقم بسبب استخدام الدولار كسلاح».

وبدأت فعاليات اليوم الثاني لقمة «بريكس» 2024، في مدينة قازان الروسية، اليوم الأربعاء، ووصل عدد من الزعماء والقادة والضيوف إلى المدينة للمشاركة بالقمة التي ستعقد اليوم بشكل موسع.

و قال بوتين في اجتماع لقمة «بريكس» في إطار ضيق، عن توسع «بريكس»: «بالطبع، سيكون من الخطأ تجاهل الاهتمام غير المسبوق لدول الجنوب والشرق العالمي بتعزيز الاتصالات مع دول «بريكس» وقد أعربت أكثر من 30 دولة بالفعل عن هذه الرغبة بشكل أو بآخر، وفي الوقت نفسه، من الضروري الحفاظ على التوازن ومنع انخفاض فعالية «بريكس».

من جهته، أكد الرئيس الصيني، شي جين بينج، خلال قمة «بريكس»، على ضرورة منع توسع وتصعيد الصراع الأوكراني.

وقال شي جين بينج: «نحن بحاجة إلى الالتزام بالمبادئ الثلاثة المتمثلة في عدم توسيع مسرح الحرب، وعدم التصعيد، وعدم الاستفزاز».

بدوره ، صرح مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، أن موسكو تعتبر المبادرة الصينية البرازيلية بشأن أوكرانيا مفيدة، حيث تحدث بوتين عن ذلك خلال اتصالاته مع لولا دا سيلفا وشي جين بينج.

وأوضح أوشاكوف للصحفيين، اليوم الأربعاء: «نحن نعتبر المبادرة مفيدة أيضًا، وقد تحدث رئيسنا عن هذا الأمر، بما في ذلك خلال الاتصالات مع لولا وشي جين بينغ».

وكشف أوشاكوف أن المبادرة الصينية البرازيلية بشأن أوكرانيا، تمت مناقشتها على هامش قمة «بريكس»، وقد حظيت بالترحيب.

وأردف: «لقد تمت مناقشة المبادرة الصينية البرازيلية، وهي موضع ترحيب بشكل عام، ونعتقد أيضًا أن هذه المبادرة مفيدة، وتحدث رئيسنا (فلاديمير بوتين) أيضًا عن هذا الأمر، بما في ذلك خلال الاتصالات مع لولا دا سيلفا، ومع شي جين بينج.

بدوره، أكد الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، أن «مصر تؤمن بأهمية تعزيز النظام الدولي متعدد الأطراف وفي قلبه الأمم المتحدة وأجهزتها باعتباره الركيزة الأساسية للحفاظ على مكتسبات السلام والاستقرار».

وقال السيسي، إن «الأزمات المتعاقبة التي عصفت بالعالم خلال السنوات الماضية أوضحت عجز النظام الدولي عن التعامل بإنصاف مع الصراعات حول العالم فضلاً عن حالة الاستقطاب والانتقائية التي أضحى النظام الدولي يتسم بها».

«إعلان قازان» الختامي لقمة «بريكس»

قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن المشاركين في قمة «بريكس» اعتمدوا «إعلان قازان» كوثيقة ختامية للقمة.

وقال بوتين: «تم إعداد إعلان ختامي، يتضمَّن تقييمات عامة للوضع في العالم، ويلخص نتائج الرئاسة الروسية لمجموعة «بريكس»، ويحدد المبادئ التوجيهية للتعاون على المدى الطويل».

وأوضح أنه من المقرر توزيع الإعلان على الأمم المتحدة كوثيقة مشتركة.

3 أولويات و200 حدث سياسي واقتصادي

تعد هذه القمة الأولى بعد انضمام 5 دولة جديدة لمجموعة «بريكس» مطلع العام 2024. وتترأس روسيا مجموعة «بريكس» هذا العام، وخلال هذه الفترة حددت موسكو 3 أولويات وهي: السياسة والأمن، والتعاون في الاقتصاد والتمويل، والتبادلات الإنسانية والثقافية، كما نظمت أكثر من 200 حدث سياسي واقتصادي واجتماعي، لتعزيز سبل تنفيذ المزيد من التعاون بين دول «بريكس».