محمد بن زايد والسيسي.. أربع قمم في نصف عام تؤكد عمق الشراكة الإماراتية المصرية - هرم مصر

خليجيون 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في دلالة واضحة على متانة العلاقات بين القاهرة وأبوظبي، شهدت العاصمة الإماراتية، الأربعاء، انعقاد القمة الرابعة خلال ستة أشهر بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات.

الزيارة، التي وصفها الطرفان بـ"الأخوية"، تأتي في سياق سلسلة من اللقاءات الدورية والمباحثات المتواصلة بين الزعيمين، تعكس توافقاً استراتيجياً في الرؤى، وحرصاً مشتركاً على التنسيق بشأن أبرز الملفات الإقليمية والدولية.

زيارات متقاربة.. ورسائل سياسية

اللقاء الأخير هو الثاني خلال عام 2025، حيث سبق أن زار الرئيس السيسي أبوظبي في يناير الماضي، فيما كان الشيخ محمد بن زايد قد أجرى زيارة مماثلة إلى القاهرة في مارس. وارتفع بذلك عدد اللقاءات التي جمعت الزعيمين منذ عام 2014 إلى 57 لقاءً، منها 22 منذ تولي الشيخ محمد بن زايد رئاسة الدولة في مايو 2022، في رقم يعكس قوة الدفع المتواصلة للشراكة بين البلدين.

ملفات إقليمية وثنائية في صدارة المشهد

بحسب السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، ناقش الزعيمان تطورات الأوضاع في المنطقة، وعلى رأسها الأزمات المتفاقمة في قطاع غزة، وسوريا، إلى جانب التأكيد على دعم حل الدولتين كسبيل لتحقيق السلام العادل والشامل. كما تطرقت المباحثات إلى آفاق التعاون الثنائي في مجالات الاقتصاد والاستثمار والتنمية المستدامة.

شراكة ممتدة الجذور

العلاقات بين مصر والإمارات تتجاوز الطابع الرسمي، وتمتد بجذورها إلى عقود سابقة على قيام اتحاد دولة الإمارات عام 1971، عندما أعلن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وقوفه إلى جانب مصر عقب نكسة 1967، ثم دعمه الكامل لها في حرب أكتوبر 1973 بقراره الشهير وقف تصدير النفط إلى داعمي إسرائيل.

هذا الإرث التاريخي تحول إلى شراكة استراتيجية في مختلف المجالات، لا سيما بعد ثورة 30 يونيو 2013، حين كانت الإمارات في طليعة الداعمين لمصر في مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية.

تناغم استراتيجي

توافق الرؤى بين القيادتين بدا جلياً خلال اللقاءات المتكررة، التي شملت أيضاً مشاركتهما في اللقاء التشاوري بالرياض في فبراير الماضي، بمشاركة قادة دول الخليج والأردن. وتؤكد هذه اللقاءات، وفق مراقبين، تناغماً استراتيجياً يعكس تطابقاً في وجهات النظر تجاه القضايا المحورية، من فلسطين وسوريا إلى أمن الخليج والأمن الإقليمي ككل.

لقاءات على أكثر من مستوى

العلاقات لا تقتصر على مستوى القادة، بل تشمل أيضاً تنسيقاً مؤسساتياً متواصلاً، كما ظهر في لقاءات جمعت ولي عهد الفجيرة الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي برئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ولقاء وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد مع نظيره المصري بدر عبد العاطي، حيث ناقش الطرفان فرص تعزيز التعاون في القطاعات الحيوية.

من التفاهم إلى التأثير

القمم والزيارات المتتالية لم تكرّس فقط مساراً ثنائياً راسخاً، بل عززت من حضور البلدين كقوتين فاعلتين في معادلة الاستقرار الإقليمي. ويرى محللون أن هذا التقارب يعكس وعياً مشتركاً بأهمية التحرك المنسق لمواجهة التحديات، وتحقيق التنمية، ودعم الحلول السياسية المستدامة للأزمات.

ختاماً، تؤكد اللقاءات المتكررة بين السيسي ومحمد بن زايد أن العلاقات المصرية الإماراتية لم تعد مجرد "علاقات متميزة"، بل نموذج عربي متطور لشراكة استراتيجية قائمة على المصالح المتبادلة والرؤية المشتركة لمستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً للمنطقة.

للمزيد تابعخليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق