على مدار الأسبوع الماضي، كانت أسواق النفط تعيش حالة من الترقب والاضطراب، حيث شهدت الأسعار تراجعًا حادًا، مما أثار القلق في أوساط المستثمرين والمتابعين.

حالة من الترقب والاضطراب 

خسائر تجاوزت 7% ضربت خام برنت، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة قريبة، في وقت كانت الأنظار فيه متجهة نحو الصين، التي يعاني اقتصادها من تباطؤ قد يؤثر على الطلب العالمي للنفط.

ومع بداية هذا الأسبوع، تغيّرت الأجواء بشكل مفاجئ. في صباح يوم الإثنين 21 أكتوبر 2024، بدأت أسعار النفط في الصعود مرة أخرى، مع تسجيل خام برنت ارتفاعًا بنسبة 0.6%، ليصل إلى 73.47 دولار للبرميل، فيما ارتفعت عقود الخام الأمريكي بنسبة 0.7% لتسجل 69.67 دولار. تلك الزيادة أعادت بعض الثقة إلى السوق، بعد أسبوع من الشكوك. 

تصاعد التوترات في منطقة الشرق الاوسط

التقارير القادمة من الشرق الأوسط هدأت من المخاوف بشأن الإمدادات، وعلى الرغم من تصاعد التوترات في المنطقة، كان هناك تحسن طفيف في الأوضاع، مما أدى إلى تراجع المخاطر الجيوسياسية التي كانت تضغط على الأسعار. وفي الوقت ذاته، أعلنت شركات الطاقة الأمريكية عن خفض جديد في عدد منصات النفط والغاز الطبيعي العاملة، للمرة الرابعة خلال خمسة أسابيع، ما أضاف عاملًا جديدًا لدعم ارتفاع الأسعار.

لكن القصة لم تكن فقط حول العرض والطلب، على الجانب الآخر من المحيط، كانت هناك جهود دبلوماسية مكثفة للتعامل مع الأوضاع في الشرق الأوسط، وبينما اشتدت التوترات بين إسرائيل وجماعات في لبنان، ظهرت إشارات إلى احتمالية وجود حل سياسي ينهي هذه الأزمة، وهو ما زاد من التوقعات بأن استقرار المنطقة قد يعزز من استقرار أسواق النفط.

ومع كل هذه الأحداث المتداخلة، تبدو أسواق النفط وكأنها تستعد لفصل جديد من عدم اليقين، حيث تتأرجح بين التوترات الجيوسياسية وتحديات الاقتصاد العالمي.