مع الشروق .. نهاية رجل شجاع

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. نهاية رجل شجاع, اليوم الاثنين 21 أكتوبر 2024 12:51 صباحاً

مع الشروق .. نهاية رجل شجاع

نشر في الشروق يوم 20 - 10 - 2024

2330500
استشهد وفي يده بندقية ودماؤه الزكية تسقي بدلته العسكرية ..لم يلق حتفه متحصنا بالرهائن ، بل قاوم إلى آخر لحظة في شوارع رفح وبين ركام أبنيتها التي دمرتها غارات الكيان الغاشم الظالم ..كان في المعركة جندي باسل بطل مغوار ..هكذا استشهد يحيى السنوار.
استشهد بصمت ، لكن صمته ترك ضجيجا صاخبا في كل العالم ، مات بسلاحه في نهاية بطل أثقل مما رغب فيه الصهاينة الذي منوا النفس بموتة متحصنا بالرهائن أو متخفيا في الأنفاق ، أو يلقى عليه القبض أسيرا ورأسه ب 400 ألف دولار ..
لكنه أبى إلا أن يستشهد بشجاعة الأبطال ، يلفظ أنفاسه الأخيرة دافعا بخشبة صغيرة مسيرة جاءته على عجلة تستعجل نهاية قصة رجل قوي في الداخل والخارج ، نهاية قائد أذل الصهاينة بمسيراتهم ودباباتهم وطائراتهم وأعينهم وعملائهم .
خطط لطوفان الأقصى، ونفذ عملية 7 أكتوبر الشجاعة فأسقط مقولة الجيش الذي لا يقهر والقوة التي لا تهزم ..أذلهم وأسقطهم أرضا في معركة هندس تفاصيلها فمرغ أنوفهم في تراب غزة ، أرض الكرامة والشهامة والعزة ..
نقلوا للعالم مسرورين عبر شاشاتهم المأجورة صورة "موته" ، فانقلبت الفرحة التي هزتهم إلى قصة استشهاد تروي نهاية رجل شجاع.. بطل أسس ل " سنوارات" جدد ، و" سناوير" بواسل قادمون إليهم لينهوا ما تبقى لديهم من قوة كانت لا تقهر ، لكنها قهرت ..وستقهر ..
لله درك يا سنوار ، أحدثك بصفة الحاضر الحي بيننا ، فالشهداء أحياء عند ربهم يرزقون ، وأنت حي هناك في غزة ورفح من فلسطين الأبية ، وهنا في تونس العربية الافريقية ، بل وهناك في أقاصي العالم والدول الغربية ..
دول ظالمة غاشمة تكتلت بكل قوتها وجيوشها وأسلحتها ومخابراتها لتنهي حياتك في سن الستين ، فتحققت أمنيتك في الموت شامخا شهيدا ..انتقلت إلى الرفيق الأعلى ببندقية ستشهد أمام خالقك أنك دافعت وانت تلفظ أنفاسك الأخيرة عن أرض مسلمة خانها كثير من المسلمين ، وفرط فيها من ادعى انه من المدافعين عن الدين ..
أوصيك يا يحيى وأنت الحي بين يدي الرحمان ، أن تأخذ بقوة كتابك هذا الذي كتبت في استشهادك ، وتشكو به خالقك نفاقهم وبهتانهم وظلمهم ورياءهم وبترولهم وقصورهم وبطونهم ..
هناك، بين يدي الواحد القهار ، خاصمهم بلا تردد ، واشكهم ضعف أهل غزة وصمودهم مقابل قوتهم وصمتهم وبياناتهم واجتماعاتهم وجامعاتهم ومباني نفاقهم وأروقة ذلهم واتفاقيات تطبيعهم ورقصهم على جثث الثوابت والقيم، بل ودفاعهم تحت راية الإسلام عن الصهاينة المخادعين الجبارين الظالمين ..
أنهي فأقول بعد أن غابت الكلمات وضاعت بين أنهج نفاقهم وأزقة ارتزاقهم ، لله درك يا سنوار لقنت العالم درسا في النضال وكتبت يوم استشهادك مسيرة رجل مقدام عاش شجاعا فمات ثابتا بشجاعة أكبر وفي يده بندقية ..
راشد شعور

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق