دحضت "خدمة تقصي الحقيقة" التابعة لوكالة "رويترز" ما نشر في مقطع فيديو من صور قيل إنهم جنود كولومبيون يقاتلون في مدينة الفاشر بالسودان بدعم من الإمارات.
وأكدت الخدمة أن مقطع الفيديو يظهر جانبا من تدريب عسكري مشترك للقوات الأمريكية وقوات من دول أوروبية أخرى في إستونيا على العكس من منشورات على الإنترنت قالت إن الفيديو يعرض مرتزقة كولومبيين يقاتلون في مدينة الفاشر بالسودان بدعم من الإمارات.
وتم تداول هذه المنشورات والمعلومات عقب إعلان الجيش السوداني في أوائل أغسطس 2025 أنه قتل مسلحين كولومبيين في الفاشر التي تسيطر عليها "قوات الدعم السريع" واتهمت الإمارات بالتورط في الصراع هناك.
إلا أن مقطع الفيديو المتداول على الإنترنت يصور جزءا من تدريبات عسكرية مشتركة بالذخيرة الحية تضم قوات من أربع دول في إستونيا جرت في يوليو 2025.
ونشرت هيئة توزيع المعلومات المرئية الدفاعية التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية (دي فيدز) مقطع الفيديو الأصلي في 29 يوليو ضمن نسخة أطول.
وقالت إن الفيديو جرى تصويره يوم 24 يوليو 2025 وشاركت به وحدات بالجيش الأمريكي والقوات المسلحة البريطانية والكندية والإستونية بالقرب من معسكر تابا في إستونيا.
وذكر الموقع الإلكتروني للفيلق الخامس الأمريكي (فيلق النصر) ومقره بولندا في بيان نشره يوم 18 أغسطس، أن التدريبات التي جرت في الفترة من 21 حتى 25 يوليو، شملت إطلاق قذائف الهاون والذخيرة الحية لتقييم الجاهزية القتالية للقوات المشاركة في التدريبات.
وأفاد "فريق الحقيقة" بأنه يمكن ملاحظة أن الزي العسكري الذي يرتديه الشخص الذي يجلس داخل المركبة العسكرية وأحد الجنود الذين يطلقون القذائف يوجد عليه رمز الفرقة الثالثة للمشاة بالجيش الأمريكي والذي كان يشارك جنود منها في التدريبات المشتركة بإستونيا.
وناشد رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس في بيان تحدث فيه بالإسبانية في 16 أغسطس كولومبيا بإنهاء تجنيد المرتزقة ونشرهم في السودان على الفور والوقوف إلى جانب الحكومة السودانية.
وعلق الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو في منشور على إكس في اليوم التالي موجها حديثه إلى الكولومبيين قائلا: "لا تموتوا في صراعات بدول أجنبية".
من جهتها أعربت الحكومة الكولومبية في موقف رسمي نادر، عن استيائها وقلقها العميق إزاء التقارير التي تفيد بمشاركة مرتزقه كولومبيين في الحرب الدائره في السودان.
وخلال اجتماع جمعه بالمندوب السوداني لدى الأمم المتحدة، أكد المندوب الدائم لكولومبيا غوستافو قالون أن بلاده "تشعر بحرج بالغ" إزاء هذه المعلومات.
وشدد على رفض بوغوتا القاطع لأي مشاركة لمواطنيها في النزاعات المسلحة خارج الحدود، خصوصا في صراعات داخلية مثل تلك التي يشهدها السودان.
وأشار قالون إلى أن معظم المرتزقة الكولومبيين المتورطين في النزاع هم "عناصر منفلتة" أو مقاتلون سابقون في جماعات مسلحة كانت الحكومة الكولومبية قد خاضت ضدهم مواجهات لعقود، في إشارة إلى ظاهرة المقاتلين المحترفين الذين يتم تجنيدهم للقتال في نزاعات خارجية.
وفي المقابل، أكدت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان رسمي لوكالة "رويترز" أنها تدعم الشعب السوداني في سعيه نحو السلام والاستقرار مشيرة إلى تصاعد الادعاءات الزائفة ضمن حملة ممنهجة من قبل سلطة بورتسودان.
وشددت الخارجية الإماراتية على أن هذه المزاعم الباطلة المتزايدة تشكل جزءا من نهج مقصود للتهرب من المسؤولية وإلقاء اللوم على الآخرين.
0 تعليق