كيف تساهم أنظمة التعليم التقليدية في انخفاض مستوى الإبداع؟ - هرم مصر

صدي البلد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كيف تساهم أنظمة التعليم التقليدية في انخفاض مستوى الإبداع؟ استعرضت شركة إبسون، على لسان جيسون ماكميلان، المدير الإقليمي لمبيعات إبسون في الشرق الأوسط وتركيا، العوامل التي تساعد على تشجيع الإبداع بين الطلبة، وذلك مع تنامي الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، وانخفاض مستويات الإبداع بين الطلاب مع التقدّم في العمر.

تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي

أصبحت التكنولوجيا متداخلة مع الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في كل جانب من جوانب حياتنا اليومية تقريبا في عالم اليوم، الذي يتسم بالتغييرات المتسارعة، وأخذا يؤثران على طريقة حياتنا وعملنا وابتكارنا وتعلمنا، وخيّمت سهولة إنشاء النصوص أو المواد البصرية بمجرد نقرة زر بظلالها على الإبداع البشري، وذلك بالتزامن مع التطور السريع للذكاء الاصطناعي.

واقرأ أيضًا:

خطورة نزلات البرد والإنفلونزا لأطفال المدارس

ويقوم الأطفال والكبار على حد سواء بقضاء مزيد من الوقت على الشاشات في حالة من الاستهلاك السلبي للمحتوى عوضا عن الابتكار النشط، ونتيجة لذلك فإن الإبداع يعد أحد أكثر المهارات قيمة في الوقت الراهن، لكنه في الوقت نفسه المهارة المستقبلية الأقل تطورًا، كما يشهد تراجعًا في جميع من المجالات وخاصة التعليم، على الرغم من أهميته البالغة للابتكار والتقدم.

انخفاض لا يمكننا تحمل تبعاته

بيّنت دراسة بارزة أُجريت بتكليف من وكالة ناسا أن الأنظمة التعليمية هي العامل المساهم الرئيسي في انخفاض مستويات الإبداع. وأشارت الدراسة إلى أن 98% من الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم ما بين أربعة وخمسة أعوام، أظهروا مؤشرات على عبقرية إبداعية، لكن النسبة في صفوف الأطفال بعمر 10 أعوام انخفضت إلى 30% فقط، أما بالنسبة للراشدين فقد انخفضت النسبة إلى 2% فقط.

وبيّنت الدراسة أن أنظمة التعليم التقليدية تتسم بكونها موحدة إلى درجة كبيرة، وغالبا ما تكون الأولوية فيها للمواضيع “الأكاديمية” مقارنة بالمواضيع الإبداعية مثل التعليم الفني، الأمر الذي يحدّ من الأفكار الإبداعية ويضع قيودًا على الخيال البشري.

بالإضافة إلى ذلك، فقد أدى استخدام الحلول الرقمية في التعليم إلى مجموعة جديدة من التحديات، وكان الإرهاق الناجم عن الشاشات والتأثير المتزايد للذكاء الاصطناعي من العوامل المؤثرة على القدرات الإبداعية للطلاب، وغالبا ما يتركز الوقت الطويل، الذي يتم قضاؤه على الشاشات، على التصفح السلبي والمحتوى الرقمي الموحد، الأمر الذي قد يحد من الإبداع العملي والتعلم الاستكشافي، الذي يعزز القدرات الإبداعية والابتكار لدى الأفراد.

أطفال المدارس

ويعد هذا الانخفاض مؤشر خطر قد لا نكون قادرين على تحمّل تبعاته؛ إذ أن التحديات الملحة، التي تواجهنا من تغير المناخ إلى الآثار السلبية للتحول الرقمي والتحديات العالمية الأخرى، التي تؤثر على حياتنا وعلى كوكبنا، تحتاج جميعها إلى جيل جديد من المفكرين من ذوي الأفكار الأصيلة، والشجاعة الإبداعية أكثر من أي وقت مضى.

إعادة التفكير في كيفية إلهام الإبداع

تماما كما تحتاج النباتات إلى الماء لكي تنمو، فإن الإبداع بحاجة إلى الأدوات المناسبة لكي يزدهر هو الآخر. ويمكن للتكنولوجيا عند استخدامها بالشكل الصحيح أن تكون عامل تمكين قويا يساعد في دعم الابتكار والخيال، عوضا عن أن تكون بديلا عنهما.

أطفال المدارس في كوريا الجنوبية

إن الأدوات البصرية والبرمجيات، التي تركز على التصميم والتجارب التفاعلية توفر جميعها منصة للطلاب والمبدعين ورواد الأعمال لتحويل الأفكار إلى خطوات عملية.

الإبداع كأداة تمكين

لن يستطيع منتج واحد جعل الشخص مبدعا؛ إذ يتمثل المفتاح الرئيسي لتهيئة بيئة إيجابية للنمو الإبداعي والتعبير والخيال في ضمان سهولة الحصول على التقنيات المبدعة.

وتشير المادة 29 من اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل إلى أن التعليم مهارة أساسية لنمو الطفل وتطويره، وهو ما يجب دعمه من خلال التعلم. وينطبق هذا الأمر على ما وراء الأبحاث الصفية، ومحاضرات الخبراء مثل جيم كلارك في جلسة “تيد توك”، التي شارك فيها وأوضح أن البرامج، التي يجري تنظيمها خارج أوقات الدوام المدرسي في مجالات الرياضة والفنون والاستكشاف الإبداعي، تسهم إلى حد كبير في تحسين الأداء الأكاديمي والمرونة العاطفية والثقة بالنفس طوال الحياة.

توعية أطفال المدارس

دعم الجيل المقبل من المبدعين

إن إتاحة الحلول التقنية للجميع هو أمر أساسي لتمكين الجيل المقبل من أن يصبح مبتكرا. وسنكون قادرين من خلال توفير الفرص الشاملة على تمكين الجميع من التخيل بشجاعة والإبداع بحرية.

يبدأ الابتكار بالتخيل، ولكنه يزدهر بالدعم، ولذلك يجب تقدير الإبداع واعتباره مهارة أساسية سواءً في المدارس أو الشركات، كما يتوجب علينا التحول من الاستهلاك إلى الإبداع، وتمكين الأفراد من خلال تزويدهم بالحلول وتشجيع الأفكار الجريئة، والاحتفاء بالحالمين، الأمر الذي يعد السبيل الوحيد لبناء المستقبل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق