كشفت صور أقمار صناعية حديثة أن إيران اتخذت خطوات وقائية عاجلة لحماية برنامجها النووي، حيث قامت خلال الأسبوع الماضي بإزالة ونقل معظم وحدات التبريد الحيوية من منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم.
ويأتي هذا التطور، الذي وصفه الخبراء بأنه "تكتيك دفاعي"، في أعقاب الضربات التي تعرضت لها المنشأة خلال "حرب الـ12 يومًا" الأخيرة، وفي ظل توقف المفاوضات النووية وتصاعد التوترات في الشرق الأوسط.
توزيع المعدات الحيوية.. تكتيك للحماية
وفقاً لتحليل ديفيد ألبرايت، رئيس معهد العلوم والأمن الدولي، فإن الصور تظهر نقل 19 من أصل 24 وحدة تبريد من مبانيها الأصلية وتوزيعها في مواقع متفرقة داخل المنشأة، بما في ذلك مهابط الطائرات المروحية.
وأوضح ألبرايت أن "إزالة هذه الوحدات وتوزيعها هو تكتيك لجعلها أقل عرضة للقصف الجوي في المستقبل"، خاصة وأن المنشأة لا تزال خارج الخدمة بسبب انقطاع التيار الكهربائي وتعطل أجهزة الطرد المركزي. وأكد أن هذه الخطوة تهدف بوضوح إلى حماية المعدات الأساسية خلال فترة التوقف تحسباً لأي هجمات جديدة.
غروسي يؤكد: قدرة إيران على الإنتاج لا تزال قائمة
في سياق متصل، حذّر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، من أن القدرة الإنتاجية للبرنامج النووي الإيراني لم تتأثر بشكل دائم.
وقال غروسي إن "الجميع يتفقون على أن القدرة على إنتاج المزيد من أجهزة الطرد المركزي موجودة إلى حد كبير"، مما يعني أن طهران قادرة على تعويض خسائرها. كما شدد غروسي على الضرورة الملحة للتحقق من وجود المواد النووية المخصبة داخل إيران، مضيفاً: "يجب التحقق من وجودها، ربما فُقد بعضها، وهناك طرق تقنية لتحديد ذلك".
مستقبل غامض.. مفاوضات متوقفة وتوترات متصاعدة
تأتي هذه التحركات الميدانية في ظل جمود سياسي كامل، حيث توقفت المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن منذ منتصف يونيو الماضي على خلفية الهجوم الإسرائيلي-الأمريكي.
وعلى الرغم من إشادة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بالضربات ووصفها بـ"النجاح الباهر"، أقرت الاستخبارات الأمريكية بأنها لن تؤدي إلا إلى تأخير برنامج إيران لمدة تصل إلى عامين فقط.
ومع استمرار انقطاع الكهرباء عن نطنز، يُظهر إصرار إيران على حماية معداتها عزمها على الحفاظ على قدرتها على التخصيب، وهو ما قد يعزز موقفها التفاوضي ويزيد من خطر تجدد المواجهة.
0 تعليق