أدان رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، الاثنين، الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، واصفًا إياه بـ"غير الإنساني"، داعيًا إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار. جاء ذلك خلال كلمته أمام قمة مجلس رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون المنعقدة في مدينة تيانجين الصينية.
وأكد شريف، وفق ما نشرته وزارة الخارجية الباكستانية، أن استمرار العدوان الإسرائيلي أدى إلى "كارثة إنسانية لا يمكن قبولها"، مجددًا تمسك بلاده بموقفها الثابت في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. كما شجب الهجوم الذي استهدف إيران، إحدى الدول الأعضاء في المنظمة، معتبرًا أن مثل هذه الأعمال تقوض الأمن الإقليمي وتفاقم التوترات الدولية.
وشدد رئيس الوزراء الباكستاني على أن إرساء السلام الدائم في جنوب آسيا يتطلب حوارًا شاملًا ومنظمًا يعالج القضايا العالقة بين الدول، مؤكدًا أن بلاده تفضّل الدبلوماسية على المواجهة. كما أشار إلى أن عدم الاستقرار المستمر في أفغانستان يشكل عائقًا كبيرًا أمام جهود التنمية في منطقة منظمة شنغهاي للتعاون.
وعلى الصعيد الاقتصادي، عرض شريف ملامح خطة التحول الاقتصادي لبلاده، والمبنية على ثلاثة محاور رئيسية: توسيع التجارة، وتعزيز الابتكار، وزيادة الإيرادات، مشددًا على أهمية الموقع الجغرافي لباكستان كممر محوري للتجارة والعبور الإقليمي.
وتبنى قادة المنظمة في ختام القمة "إعلان تيانجين" إلى جانب سلسلة من الاتفاقيات والبيانات المشتركة لتعزيز التعاون في مجالات الأمن والطاقة والتجارة. ويُنتظر أن تسهم هذه التفاهمات في رسم خارطة طريق جديدة لتعزيز مكانة المنظمة كقوة إقليمية ودولية صاعدة.
ويأتي موقف شريف في ظل تصاعد الأصوات داخل العالم الإسلامي المطالبة بتحرك جماعي لمواجهة ما يجري في غزة، حيث يرى مراقبون أن مشاركة باكستان بمثل هذه المواقف العلنية تسهم في إعادة تسليط الضوء على مركزية القضية الفلسطينية في المحافل الدولية. كما يعتبر مراقبون أن الربط بين الأزمة في غزة والتحديات الأمنية في آسيا الوسطى يبرز رؤية إسلام آباد لأمن المنطقة باعتباره ملفًا مترابطًا لا ينفصل عن قضايا العدالة الدولية.
0 تعليق