مع الشروق .. سادة الميدان والحاضر والمستقبل

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. سادة الميدان والحاضر والمستقبل, اليوم الأحد 20 أكتوبر 2024 12:50 صباحاً

مع الشروق .. سادة الميدان والحاضر والمستقبل

نشر في الشروق يوم 19 - 10 - 2024

2330412
كل هؤلاء الذين ارتقوا في معركة طوفان الأقصى، من القادة الذين شغلوا العالم لسنوات طويلة ومن الأطفال الذين لم يخطوا إلا بضع خطوات في مسار حياتهم القصير، إلى كلّ الشيوخ والنساء وخيرة الشباب في كل ساحات المعارك، هم سادة الميدان والحاضر والمستقبل.
العجزة هم الذين يحملون حركة حماس ما حدث في غزة، والعجزة هم الذين يحتفلون في دولهم بيومهم الوطني وباستقلالهم عن المستعمر الغربي، ويفتخرون بما قدمته شعوبهم من تضحيات لتحقيق ذلك الاستقلال، وعندما يتعلق الأمر بفلسطين و حقها في تقرير مصيرها بالمقاومة المسلحة، يصبح الأمر عندهم "عنتريات" ويستغلون ارتقاء اي قائد شهيد ليثبطوا العزائم، وليبثوا عقلية العجز و الاستسلام لأنهم وبعد أن حرر أسلافهم أوطانهم رغم اختلال موازين القوى مع المستعمرين، قد سلكوا مبدأ "العبوديّة المختارة" وباتوا يمثلون أبشع صور الخنوع و الاستسلام رغم مليارات الدولارات التي لهفها منهم المستعمر الأكبر لقاء بيعهم أسلحة.
لم يكن التحرير في يوم من الأيام بضاعة بخسة، بل كان على مرّ التاريخ معمّدا بدماء الشهداء و سادة المقاومة، وفلسطين ليست استثناء. إنها وطن و دولة وشعب لابدّ أن يدفع ثمن حرّيته، وها هم قادة الشعب يرتقون في ساحات القتال دون خوف أو وجل من مصير الاستشهاد. هؤلاء و مهما حاولت وسائل الإعلام المتصهينة تشويههم، أحياء في ذاكرة كل احرار العالم، أما الذين يرفلون في الحرير والذهب، فإنّ الخزي والعار هو رداؤهم الحقيقي الذي لن يستيطعوا إخفاءه و إن تعطّروا بمياه المحيطات.
من نصر الله إلى السنوار و إسماعيل هنية و غيرهم من سادة الميدان الذين رحلوا في هذه الايام، ليس هناك ما يدعو إلى الشك في أنّ هؤلاء الرجال الذين وهبوا حياتهم لفلسطين ولتحرير الأرض المقدّسة ورووا بدمائهم الطاهرة، طريق القدس، هم اشرف المناضلين في تاريخ الإنسانية المعاصرة، وهم و لن يكونوا آخر قافلة الشهداء، بل إن الطريق إلى القدس مزدحمة بمن اشتروا الشرف و العزة و الكرامة، في مقابل من استكانوا و خانوا و باعوا و تآمروا، وعلّمنا التاريخ أنّه لا يسطّر إلا الملاحم الكبرى ولا يحفظ إلاّ اسماء القادة العظام. ليرقص المتآمرون الآن فرحا و طربا و ليوزعوا الحلوى احتفاء بالقضاء على السنوار أو غيره من قادة المقاومة، لكنّ سادة الميدان لن يسلموا أسلحتهم و سيسيرون على خطى الشهداء بذات التصميم والقوة والأنفة والعزّة، وتلك قيم لا يستطيع من باع ضميره أن يدركها و لن يناله شرف إدراكها. ولا تأسفن على غدر الزمان لطالما .. رقصت على جثث الأسود كلاب . لاتحسبن برقصها تعلو على أسيادها.. تبقى الأسود أسوداً والكلاب كلاب.
كمال بالهادي

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق