القمة تأتي في ظرف دقيق: روسيا وجدت في الدعم الصيني غطاءً سياسيًا بعد عزلة الغرب، فيما دفعت الرسوم الأميركية المضاعفة على السلع الهندية مودي لإعادة النظر في علاقاته بواشنطن والتوجه شرقًا. هكذا تحوّلت سياسات ترامب التجارية وتقاربه مع الكرملين إلى فرصة ذهبية لشي لإظهار أن بكين باتت مركز جذب دبلوماسي لا يمكن تجاهله.
أما العرض العسكري في بكين، المقرر الأربعاء، فسيكون أكثر من مجرد استعراض قوة؛ إذ تحاول الصين إعادة صياغة الذاكرة التاريخية للحرب العالمية الثانية لتأكيد أن النصر تحقق بفضل تضحيات الصين والاتحاد السوفيتي، وليس الغرب وحده. هذا «الصراع على الذاكرة» يوازيه صراع سياسي على قيادة النظام العالمي، حيث تسعى بكين وموسكو لتقويض الرواية الغربية وترسيخ شرعية نفوذهما.
ويرى محللون أن ما يجري ليس مجرد احتفال أو قمة دورية، بل إعادة تموضع استراتيجي. فالصين تحاول استغلال تصدع التحالفات الغربية، وتراجع ثقة بعض الدول في واشنطن، لتقديم نفسها شريكًا بديلًا قادرًا على موازنة النفوذ الأميركي. الرسالة التي تبعث بها بكين واضحة: عالم ما بعد الحرب الباردة لم يعد أحادي القطب، والصين باتت في قلب المعادلة.
أخبار ذات صلة
0 تعليق