قد يبدو سيلان الدموع أمرا بسيطا أو عارضا، لكنه في بعض الحالات يكون مؤشرا لمشاكل صحية أعمق في العين. فبينما قد ينتج عن دخول جسم غريب مثل رمش أو ذرة غبار، يمكن أن يرتبط أيضا بالتهابات العين، اضطرابات القنوات الدمعية أو حتى الحساسية. ومع اختلاف الأسباب، فإن تجاهل الأعراض أو الاعتماد على العلاجات المنزلية قد يزيد من حدة المشكلة، ما يستدعي أحيانا تدخلا طبيا فوريا.
أشارت طبيبة العيون ليديا سادولايفا، إلى أن دخول جسم غريب في العين، مثل رمش أو حبة رمل، قد يسبب ضررا للملتحمة أو القرنية، وقد تخترق العدوى أنسجة العين من خلال خدش بسيط.
ووفقا لها، من المهم تجنب فرك العين خاصة إذا لم تكن الأيدي نظيفة لمنع تهيجها.
نوهت الطبيبة إلى أن تدمع العينين قد يكون ناتجا عن عدة أسباب. أحد هذه الأسباب هو التهاب الملتحمة، الذي قد ينجم عن الحساسية أو البرد. يحدث التهاب الملتحمة التحسسي نتيجة رد فعل تحسسي تجاه مواد مختلفة تسبب التهاب الغشاء المخاطي للعين، ما يؤدي إلى إفراز الهيستامين المسبب للاحمرار والتورم والحكة. أما التهاب الملتحمة البارد فيحدث غالبا خلال فترات تغير درجات الحرارة، ويصاحبه سيلان دمعي شديد وألم في العين، ويشير إلى رد فعل تحسسي تجاه الصقيع.
كما يمكن أن يكون تدمع العينين ناتجا عن بعض أمراض العيون الالتهابية، مثل التهاب الجفن المزمن، الذي غالبا ما ينتج عن عدوى بكتيرية أو خلل في وظائف الغدد الميبومية أو الزهم، أو بسبب داء الدويديات الجريبية، حيث يؤدي تهيج حواف الجفن إلى سيلان دمعي لاإرادي.
ويمكن أن يؤدي التهاب القرنية إلى تدمع العينين، خاصة إذا كان المرض ناتجا عن عدوى أو إصابة، أو بسبب سوء العناية بالعدسات اللاصقة.
وأشارت الطبيبة أيضا إلى أن اضطرابات وظائف القناة الدمعية قد تسبب سيلان الدموع، وغالبا ما يُشخص هذا لدى الأطفال حديثي الولادة بسبب ضيق القناة الدمعية أو انسدادها، ما يعيق التدفق الطبيعي للدموع ويسبب ركودا. وقد يؤدي هذا في المستقبل إلى أمراض أكثر خطورة، مثل التهاب كيس الدمع المصحوب بعدوى.
لذلك، في حال حدوث سيلان الدموع دون سبب واضح، مصحوبا بألم أو احمرار في العينين أو تدهور في الرؤية، يجب استشارة الطبيب فورا لتشخيص السبب ووصف العلاج المناسب.
نقلا عن روسيا اليوم
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق