وقد أجمع العلماء على أن محبته ﷺ واجبة على كل مسلم وجوبًا قطعيًا، بل هي أصل من أصول الإيمان، ودلائل ذلك كثيرة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى:
{قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (التوبة: 24).
وقال سبحانه: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} (الأحزاب: 6).
وقال جل شأنه: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} (آل عمران: 31).
أما في السنة النبوية، فقد وردت النصوص الصريحة التي تؤكد أن محبته شرط الإيمان، ومنها قوله ﷺ:
«لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» رواه البخاري ومسلم.
وجاء أيضًا في قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال للنبي ﷺ: "يا رسول الله، لأنت أحب إليّ من كل شيء إلا من نفسي"، فقال النبي ﷺ: «لا، والذي نفسي بيده، حتى أكون أحب إليك من نفسك»، فقال عمر: "فإنه الآن، والله لأنت أحب إليّ من نفسي"، فقال النبي ﷺ: «الآن يا عمر» رواه البخاري.
فمحبته ﷺ ليست نافلة، بل هي ركن عظيم من أركان الإيمان، بها يكمل الدين ويصفو اليقين، ويصدق الاتباع.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق