التحذير جاء على لسان البروفيسورة إيسي فيدينغ، إحدى أبرز المتخصصات في دراسة السلوك البشري، التي أكدت أن النتائج تفتح آفاقًا جديدة لفهم تطور هذه الاضطرابات، وتمنح في الوقت نفسه أدوات مهمة للتدخل المبكر والوقاية.
ووفقًا لـ "ديلي ميل" فإن الدراسة، التي اعتمدت على أبحاث واسعة شملت آلاف الأطفال والتوائم، قد حدد الباحثون ثلاث سمات رئيسية يمكن أن تكون إنذارًا مبكرًا لاحتمالية تطور اضطرابات الشخصية:
غياب التعاطف والندم عند إيذاء الآخرين.
العجز عن ربط الأفعال بالعواقب، مما يجعل العقوبات التقليدية غير فعّالة.
التركيز المفرط على الرغبات الشخصية دون اهتمام بإسعاد أو إرضاء الآخرين.
ولم تقتصر النتائج على السلوك فقط، بل كشفت عن اختلافات بيولوجية وعصبية واضحة. فقد أظهرت فحوصات الدماغ نشاطًا غير طبيعي في اللوزة الدماغية المسؤولة عن المعالجة العاطفية لدى الأطفال الذين يظهرون هذه السمات. كما أثبتت الدراسات الجينية أن التوائم المتطابقين أكثر عرضة لظهور هذه الصفات مقارنة بغير المتطابقين، ما يؤكد الدور الكبير للعوامل الوراثية.
ورغم خطورة المؤشرات، شددت الدراسة على أن الأمل ما يزال قائمًا، حيث يمكن للتربية الإيجابية القائمة على الدفء العاطفي أن تخفف من تأثير العوامل الوراثية، كما أن العلاج السلوكي المبكر يساعد في إعادة توجيه السلوكيات قبل أن تترسخ.
وأكدت الباحثة أن الاكتشاف المبكر لا يعني حكمًا نهائيًا، بل يمثل فرصة ذهبية للتدخل. فكلما تم التعرف على العلامات في وقت أبكر، زادت احتمالات نجاح العلاج، حتى وإن بقيت فرص التدخل قائمة في المراهقة والبلوغ وإن كانت أكثر تعقيدًا.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
0 تعليق