في خطوة تبدو متناقضة مع إعلاناتها السابقة، صادق البرلمان الألماني على صفقة سلاح ضخمة مع كيان الاحتلال بقيمة 350 مليون يورو، وذلك على الرغم من إعلان المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، في وقت سابق من هذا الشهر، أن برلين ستوقف صادراتها من المعدات العسكرية التي يمكن استخدامها في غزة.

ويأتي هذا القرار ليعكس استمرار الشراكة العسكرية العميقة بين البلدين، ويثير تساؤلات حول مدى جدية التعهدات الأوروبية بتقييد الدعم العسكري لكيان الاحتلال.

تفاصيل الصفقة: أنظمة استطلاع متطورة لمقاتلات "يوروفايتر"

أعلنت شركة "رفائيل" التابعة للاحتلال،الثلاثاء، أن البرلمان الألماني صادق رسمياً على شراء 90 نظاماً من أنظمة الاستطلاع والتوجيه المتقدمة من طراز Litening 5.

وسيتم تزويد مقاتلات "يوروفايتر تايفون" التابعة لسلاح الجو الألماني بهذه الأنظمة.

وكانت لجنة الميزانية في البرلمان الألماني قد وافقت في حزيران/يونيو الماضي على تخصيص ميزانية بقيمة 350 مليون يورو لهذه الصفقة.

واعتبرت شركة "رفائيل" أن هذه الخطوة تعكس "الشراكة طويلة الأمد والثقة المتواصلة في أنظمة رفائيل"، مشيرة إلى أنها تأتي في ظل "توجه عالمي متزايد نحو تبني مستشعرات متعددة الأطياف وقدرات ضرب دقيقة من مسافات آمنة".

ويُعد نظام Litening 5 الجيل الخامس من أنظمة الاستطلاع وتوجيه الذخائر جو-أرض، وهو مستخدم في 28 سلاح جو حول العالم، وقد تم تسليم أكثر من 2000 وحدة منه حتى الآن.

موقف سياسي متناقض

تأتي هذه المصادقة على صفقة السلاح في وقت حساس، حيث كان المستشار الألماني فريدريش ميرتس قد أعلن عن وقف صادرات المعدات العسكرية التي يمكن استخدامها في غزة.

وفي موازاة ذلك، وفي موقف يعزز الدعم السياسي لتل أبيب، قال المستشار الألماني، صباح اليوم، إن بلاده لن تنضم إلى المبادرة الداعية للاعتراف بدولة فلسطينية في الوقت الراهن.

وقال في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس وزراء كندا مارك كارني: "نحن لا نرى أن الشروط للاعتراف بدولة قد تحققت بأي شكل. لدينا رأي مختلف في هذا الموضوع".