حذر زاهر الوحيدي، مدير وحدة المعلومات الصحية في وزارة الصحة الفلسطينية، من انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة، بعد 22 شهرًا من الاستهداف المتكرر من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أن الاعتداء الأخير على مجمع ناصر الطبي، والذي أسفر عن استشهاد 19 شخصًا من بينهم أربعة من الكوادر الطبية، يعكس سياسة ممنهجة لتدمير البنية الصحية واستهداف المدنيين بشكل مباشر، مشيرًا إلى أن الحصيلة الكارثية تجاوزت 62 ألف شهيد، بينهم أكثر من 19 ألف طفل و4500 من كبار السن.
وأوضح الوحيدي خلال مداخلة عبر شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن الحرب تسببت في تهجير أكثر من مليون مواطن داخل مدينة غزة، ما فاقم الضغط على مستشفيات قليلة وبقدرة استيعابية شبه منعدمة، ففي مدينة غزة، لا تتجاوز القدرة الاستيعابية لمستشفيي الشفاء والأهلي 290 سريرًا، في حين بلغت نسبة الإشغال أكثر من 300%، مضيفا أن أي محاولة إسرائيلية لإخلاء المدينة أو اقتحامها ستمثل كارثة صحية تهدد حياة مئات الآلاف من المرضى والمصابين، خصوصًا في ظل التدمير المنهجي للبنية التحتية وعدم توفر بدائل في الجنوب سوى مستشفى ناصر ومرافق ميدانية محدودة.
وطالب الوحيدي المجتمع الدولي بالتحرك الفوري ووقف الاكتفاء بالبيانات "الإنسانية" التي لا تترجم على الأرض، داعيًا لفتح المعابر بشكل عاجل، وإدخال الأدوية والمعدات الطبية والغذاء، مشيرا إلى أن المجاعة وصلت إلى مراحل خطيرة، حيث توفي أكثر من 300 شخص بسبب سوء التغذية، بينهم 117 طفلًا، "ما لم يتوقف هذا العدوان ويتم تأمين الحد الأدنى من متطلبات الحياة، فإن المنظومة الصحية على شفا الانهيار التام، وكل دقيقة تأخير تعني مزيدًا من الضحايا".
0 تعليق