يحطّ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، رحاله في أنغولا، في أول زيارة من نوعها لرئيس إماراتي إلى هذا البلد الإفريقي الغني بموارده وتطلعاته.. إنها ليست زيارة بروتوكولية فحسب، بل فصل جديد من قصة طويلة تكتبها الإمارات مع إفريقيا حيث علاقتها مع القارة السوداء عنوانها الأمل والنهضة، وشراكة ترتكز على الإنسانية والحلم والعمل المشترك.
شرعت الإمارات أبوابها لإفريقيا، وفتحت نوافذها وعلاقاتها الاستراتيجية للقارة، ليكون لها وجود وروابط مع أسواق آسيا والعالم، ومنذ أن مدت الإمارات يدها إلى إفريقيا، كانت نظرتها تتجاوز الأرقام والصفقات، لتبني رؤية إنسانية ترى في القارة شريكاً للحلم بمستقبل أفضل.
وظّفت الإمارات على مدار العقود مليارات الدولارات في أنغولا المطلة على المحيط الأطلسي والواقعة في الساحل الغربي من القارة وتجاوز حجم استثماراتها هناك 6.5 مليار دولار تجسدت في مشاريع أضاءت المنازل عبر الطاقة الشمسية، وبنت الموانئ لتعزز التجارة، وشيدت سفناً لحماية السواحل، وأنشأت مناطق اقتصادية تفتح أبواب العمل والأمل أمام آلاف الشباب.
أنغولا ليست بلداً عادياً، فهي من أغنى دول إفريقيا بالموارد الطبيعية، تحتل المرتبة الثالثة في إنتاج النفط على مستوى القارة بمتوسط يتجاوز المليون برميل يومياً، وتضم أراضيها ثروات معدنية هائلة أبرزها الألماس، حيث منجم «ليولي» وحده يحتوي على 628 مليون قيراط من الموارد، إلى جانب احتياطات ضخمة من الحديد تزيد على مليار طن، فضلاً عن الذهب والنحاس والفوسفات وأكثر من ثلاثين معدناً استراتيجياً.
في هذه الزيارة التاريخية يشهد صاحب السمو رئيس الدولة، توقيع اتفاقات كبرى في الطاقة والصناعة والدفاع والتقنية والصحة والخدمات والرعاية، وهي اتفاقات من شأنها أن تضاعف الاستثمارات خلال سنوات قليلة، وأن تزيد من حجم التجارة بين البلدين على ملياري دولار سنوياً، حيث تبدو أنغولا أرضاً واعدة بالفرص ومسرحاً لنهضة تنموية كبرى.
علاقات الإمارات وأنغولا تتجاوز الاقتصاد إلى عمق أبعد، فالإمارات وأنغولا تشتركان في قناعة راسخة بأن السلام أساس النهضة، وأن التنمية لا تزدهر إلا في ظل الاستقرار. من هنا تحمل زيارة سموه رسالة تؤكد أن التعاون بين الشعوب لا يقوم على المصالح المادية فقط، بل على الثقة المتبادلة والرغبة المشتركة في صناعة المستقبل.
أنغولا، التي تعيد رسم ملامح حاضرها بعد سنوات من التحديات، تجد في الإمارات شريكاً وصديقاً يؤمن بقدرتها على التحول إلى نموذج إفريقي ملهم. وكما حولت الإمارات، الصحراء إلى أيقونات ومدن عالمية، فإنها ترى في إفريقيا فضاءً واسعاً لأحلام مشابهة يمكن أن تتحول إلى واقع بالعمل المشترك.
من المؤكد أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى أنغولا هي أكثر من حدث سياسي، إنها رسالة تقول: «ازدهار إفريقيا هو ازدهار العالم».. إنها رحلة حلم تمتد من أبوظبي إلى لواندا، ومن الخليج إلى قلب القارة الإفريقية، حيث تلتقي الطموحات لتصنع غداً أكثر إشراقاً للإنسانية جمعاء.
قصة نجاح تمتد إلى إفريقيا - هرم مصر

قصة نجاح تمتد إلى إفريقيا - هرم مصر
0 تعليق