شهدت مدينة غزة الليلة الماضية واحدة من أعنف ليالي القصف والنسف الإسرائيلي، إذ تعرضت أحياؤها الشرقية والشمالية لوابل من الغارات والانفجارات التي هزت أركان المدينة كأنها زلزال مدمر، مخلفة دمارا واسعا وحالة من الرعب بين مئات الآلاف من السكان المحاصرين، الذين يترقبون المجهول تحت وابل النيران.
وتداول سكان غزة عبر منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصورا توثق حجم الدمار الذي طال مباني سكنية في مناطق الزرقاء شرق حي الشيخ رضوان، إضافة إلى مخيم جباليا شمالي القطاع.
ووصف نشطاء ما جرى بأنه "زلزال يضرب مدينة غزة"، في إشارة إلى عمليات النسف المتواصلة منذ أيام في المناطق الشمالية والشرقية للمدينة بعد إعلان جيش الاحتلال عن بدء تنفيذ عملية عسكرية جديدة "عربات جدعون 2".
وأشار مدونون إلى أن القصف لم يقتصر على الغارات الجوية والقصف المدفعي، بل شمل أيضا تفجير روبوتات ضخمة وإطلاق قنابل غاز خانقة على تجمعات المدنيين الذين يعيشون داخل خيام مكتظة في شوارع وأحياء المدينة.
ووثق مغردون شهادات ميدانية قالوا فيها إن "الأرض ارتجت وتطايرت الشظايا حتى وصلت إلى داخل المنازل"، في حين روى آخرون كيف اضطر أقاربهم إلى الفرار حاملين أطفالهم المصابين جراء القصف "المجنون" الذي يختصر فظاعة ما يجري لهذه المدينة المنكوبة منذ 22 شهرا.
وأفاد ناشطون بأن أكثر من 4 انفجارات ضخمة هزت منطقة جباليا البلد شمالي القطاع نتيجة نسف مربعات سكنية كاملة، مؤكدين أن "الانفجارات كزلزال تدك الأرض ويمحو الأحياء عن الوجود".
وفي ظل هذا المشهد، وصف مدونون ما يجري بأنه "إبادة جماعية وتطهير عرقي ممنهج"، وكتب أحدهم: "مدينة غزة تباد الآن بالمعنى الحرفي للإبادة"، في حين أضاف آخر: "شمال غزة يحترق ويباد، والصمت جريمة، فما يجري تطهير عرقي حقيقي".
إعلان
وأكدت منشورات أخرى أن عمليات تفجير الروبوتات شرق حي الشيخ رضوان أدت إلى انهيار منازل المواطنين، في حين وصلت أصداء الانفجارات إلى بلدات في الضفة الغربية، مستدلين بالصور المنشورة، في حين كان الصوت أصعب من أن يوصف.
كما أشار مدونون إلى أن طائرات مسيرة إسرائيلية ألقت متفجرات على منازل شرق الحي ذاته، مما فاقم حجم الدمار والمأساة الإنسانية.
في السياق، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أمني قوله إن احتلال مدينة غزة سيبدأ بعد الانتهاء من تطويقها الذي سيستمر نحو شهرين، مضيفا أن الجيش الإسرائيلي سيبدأ في الأيام المقبلة العمل على إجلاء الفلسطينيين منها.
وبحسب المصدر ذاته، فإن رئيس الأركان إيال زامير يريد أن يكون احتلال غزة بطيئا حفاظا على حياة الجنود ولتجنب المس "بالرهائن".
ونقلت صحيفة "معاريف" عن مصادر في الجيش الإسرائيلي أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لا ينوي وقف عملية "عربات جدعون2" التي يقول إنها ستمكّن الجيش من احتلال غزة وتحقيق النصر على حركة حماس.
0 تعليق