كشفت دراسة جديدة أن موجات الحر في قاع البحر قد تصبح أكثر تواترا بنسبة 50% في المستقبل، مقارنة بسطح المحيط خلال أشهر الصيف الحارة، مما سيؤثر بشكل خطير على الكائنات البحرية في الأعماق.
ووصفت الدراسة التي أجراها مختبر بليموث البحري النتائج بأنها مثيرة للقلق بالنسبة للأنواع التي تعيش في القاع والتي لن تتمكن من الهروب من ارتفاع درجات الحرارة.
وشملت الدراسة البحثية كيفية تأثير موجات الحر البحرية على مستقبل الجرف الأوروبي الشمالي الغربي، وهو نظام بيئي بحري حيوي يوفر خدمات بيئية وثقافية واقتصادية للعديد من البلدان.
وأكدت الدراسة أن العديد من الأنواع تتميز بدرجات حرارة حرجة قد تُسبب مخاطر رئيسية في دورة حياتها، ويُؤدي تجاوزها إلى "نفوق سريع أو تلف الأنسجة".
وتشير الدراسة إلى أن التنبؤ بموجات الحر المستقبلية بناء على عتبات حرارية معروفة للأنواع الرئيسية هو الخطوة التالية في فهم كيفية تغير النظم البيئية البحرية وحمايتها.
وقال الدكتور روبرت ويلسون، الباحث الرئيسي في الدراسة إن موجة الحر البحرية هي فترة تشهد درجات حرارة شديدة للغاية، مضيفا أنه في نهاية القرن، قد تصبح موجات الحر البحرية دائمة.
وأشار إلى أن بعض الكائنات الحية على حافة الهاوية، عندما يتعلق الأمر بمدى قدرتها على التحمل، وقد يكون بعضها من البحار القطبية الشمالية، وأي ارتفاع في درجات الحرارة لهذه الأنواع قد يؤدي إلى قتلها.
وأكد ويلسون أن ذلك قد يؤدي إلى اختفاء أنواع من الأسماك وأعشاب بحرية، مؤكدا أن إحدى الطرق لمعالجة هذه القضية تتمثل في وقف انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وتحدث ظاهرة ارتفاع درجة حرارة مياه المحيطات والبحار بشكل مستمر نتيجة لانبعاثات غازات الدفيئة التي تسبب الاحتباس الحراري العالمي، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات سطح البحر، وتغيير أنماط الطقس.
إعلان
وتهدد الحرارة الزائدة الحياة البحرية، وترفع حمضية المياه. وتدمر التنوع البيولوجي البحري. وفي عام 2024، شهدت المحيطات مستويات حرارة قياسية جديدة، سواء على السطح أو في الأعماق.
وتمتص المحيطات نحو 90% من الحرارة الزائدة الناتجة عن الاحتباس الحراري، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة المياه لكن الزيادة في تركيز غازات الدفيئة في الغلاف الجوي تؤدي إلى احتجاز المزيد من الحرارة وتخزينها في المحيطات.
ويتوقع العلماء انخفاض الشعاب المرجانية بنسبة تتراوح بين 70% و90% بحلول عام 2030 إذا وصل الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة، بفعل تأثير انبعاثات الكربون والتلوث البحري وتحمض مياه المحيطات.
0 تعليق