أظهرت دراسة جديدة أن تلوث الهواء الناجم عن النفط والغاز يتسبب في وفاة أكثر من 90 ألف شخص مبكرا، وإصابة مئات الآلاف من الأشخاص في جميع أنحاء الولايات المتحدة كل عام، مع تأثيرات غير متناسبة على مجتمعات الملونين.
ووجد الباحثون في الدراسة التي نُشرت في مجلة "ساينس أدفانسز" أن أكثر من 10 آلاف حالة ولادة مبكرة سنويا تعزى إلى الجسيمات الدقيقة من النفط والغاز.
كما ربطوا 216 ألف حالة إصابة سنوية بالربو في مرحلة الطفولة بانبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين في القطاع، وألف و610 حالات إصابة سنوية بالسرطان مدى الحياة بسبب ملوثات الهواء الخطرة.
وقد تم رصد أعلى عدد من التأثيرات في كاليفورنيا وتكساس ونيويورك وبنسلفانيا ونيوجيرسي، في حين أن معدل الحوادث للفرد هو الأعلى في نيوجيرسي وواشنطن العاصمة ونيويورك وكاليفورنيا وميريلاند.
ويعد التحليل الذي أجراه باحثون في جامعة لندن ومعهد ستوكهولم للبيئة هو الأول من نوعه الذي يبحث في التأثيرات الصحية، والأعباء الصحية غير المتكافئة، الناجمة عن كل مرحلة من مراحل سلسلة توريد النفط والغاز، من الاستكشاف إلى الاستخدام النهائي.
قال كارن فوهرا، باحث ما بعد الدكتوراه في الجغرافيا بكلية لندن الجامعية، والذي قاد البحث: "لطالما عرفنا أن هذه المجتمعات معرضة لمستويات غير عادلة من التعرض للتلوث بالإضافة إلى الأعباء الصحية".
وحسب التحليل، فإن السكان الأصليين واللاتينيين هم الأكثر تأثرا بالتلوث الناتج عن الاستكشاف والاستخراج والنقل والتخزين، فإن السكان السود والآسيويين هم الأكثر تأثرا بالانبعاثات الناتجة عن المعالجة والتكرير والتصنيع والتوزيع والاستخدام.
وعلى الرغم من أن المجموعة الأخيرة من الأنشطة مسؤولة عن تلوث الهواء بشكل أقل من الأولى، فإن الدراسة تظهر أنها تسبب العبء الصحي الأكثر تفاوتا، مع تركيز التأثيرات في المناطق ذات الأغلبية السوداء بما في ذلك في جنوب لويزيانا وشرق تكساس.
إعلان
يقول تيموثي دوناغي، مدير الأبحاث في منظمة السلام الأخضر (غرين بيس) الأميركية، ومؤلف أبحاث سابقة حول التفاوت العرقي في أعباء تلوث الوقود الأحفوري: "ما يجعل هذه الدراسة قيّمة للغاية هو تحليلها للآثار الصحية على مدار دورة حياة النفط والغاز بأكملها، من لحظة استخراجهما من الأرض إلى لحظة حرقهما".
ويضيف: "كما خلصت دراسات عديدة سابقة، فإن هذه الأعباء الصحية لا تُوزّع بالتساوي، وهو مثال صارخ على عنصرية الوقود الأحفوري".
وفي إطار التحليل، الذي نُشر في مجلة "ساينس أدفانسز" يوم الجمعة، وضع الباحثون قائمةً بكل مرحلة من مراحل إنتاج النفط والغاز واستخدامهما، بالاعتماد على بيانات من الحكومة الفدرالية وجامعة كولورادو بولدر، وتمت معالجتها في نموذج حاسوبي.
واستندت الدراسة إلى بيانات من عام 2017، وهو أحدث عام تتوافر فيه بيانات كاملة. بين ذلك العام وعام 2023، ارتفع إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة بنسبة 40%، وزاد الاستهلاك بنسبة 8% مما يعني أن التقديرات قد تكون متحفظة للغاية.
ووجد الباحثون أيضا أن النفط والغاز مسؤولان عن حصة كبيرة من جميع التأثيرات الصحية المنسوبة إلى تلوث الهواء في الولايات المتحدة، كما توصلوا إلى أن واحدة من كل 5 حالات ولادات مبكرة، ووفيات بين البالغين مرتبطة بتلوث الجسيمات الدقيقة هي من هذا القطاع.
كما أن 90% من حالات الربو الجديدة في مرحلة الطفولة المرتبطة بتلوث ثاني أكسيد النيتروجين هي من النفط والغاز. ويأتي هذا البحث في الوقت الذي تعمل فيه إدارة ترامب على تعزيز إنتاج الوقود الأحفوري وقمع إنتاج الطاقة المتجددة.
وقال تيموثي دوناغي: "نظرا للقيود التنظيمية المتهورة التي تدفع بها وكالة حماية البيئة التابعة لترامب ودعوة الرئيس إلى ‘الحفر، يا صغيري، الحفر’ "، فإن هذه الدراسة الجديدة يجب أن تكون بمثابة ضوء تحذير أحمر وامض للأمة".
وتشير الدراسات إلى أن تلوث الهواء يقتل نحو 7 ملايين سنويا حول العالم. وحتى لو تم تخفيض الاعتماد على النفط والغاز، ستظهر فوائد تغير المناخ بعد 50 أو 100 أو 200 عام من الآن، حسب دوناغي، لأن غازات الاحتباس الحراري تبقى في الغلاف الجوي لفترة طويلة.
0 تعليق