القصف المدفعي: موت يتربص بالنازحين في الخيام المجاورة للمباني - هرم مصر

جريدة الايام 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب خليل الشيخ:


"كنا نجلس في خيامنا ونبحث عما يقوت أطفالنا بعد استيقاظهم صباحاً، عندما انهالت علينا القذائف المدفعية دون توقف وبشكل مفاجئ"، هكذا وصف النازح سعيد (38 عاماً) اللحظات الأولى للمجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مدرسة عمرو بن العاص، في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، صباح أمس.
وأضاف سعيد بعد إجلاء الشهداء والجرحى: "تفاجأنا بصوت انفجار قوي هز أرجاء المكان، تلاه تساقط شظايا، لكن الأمر لم يتوقف عند ذلك بل توالت الانفجارات وسقوط الشظايا ليتبيّن أن ساحة المدرسة وما يجاورها تتعرض لقصف مدفعي عنيف".
واستشهد 12 نازحاً وأصيب العشرات بجروح متفاوتة، بينهم أطفال، جراء قصف مدفعي تعرض له مركز إيواء في مدرسة عمرو بن العاص. وقدّر شهود من هؤلاء النازحين سقوط أكثر من عشر قذائف مدفعية في عدة أماكن داخل المدرسة في أقل من عشر دقائق.
وتابع سعيد: "غالبية القذائف كانت تستهدف الفصول داخل مركز الإيواء، وبعضها سقط في ساحة المدرسة لكن شظاياها أصابت غالبية الخيام المقامة خارج حدود المركز وتسببت باستشهاد وجرح بعض أصحابها.
ودأبت قوات الاحتلال على استخدام مدفعيتها في قتل المدنيين المقيمين بمراكز الإيواء أو داخل المنازل والشقق السكنية.
واعتبر نازحون أن القصف المدفعي أخطر بكثير من القصف الجوي، حيث تركز خلال الأيام القليلة الماضية في مناطق شرق وشمال القطاع، وأبلغ مواطنون عن استهداف مراكز إيواء ومنازل بعدة قذائف مدفعية.
وذكر شهود عيان أن قذائف مدفعية سقطت على أحياء متفرقة في بلدة جباليا وحي التفاح شمال شرقي مدينة غزة، الليلة قبل الماضية، بالتزامن مع نسف مبانٍ متعددة الطوابق.
وأوضح نازحون جدد من حي الصبرة، في أحاديث منفصلة لـ"الأيام"، أن حيي الزيتون والصبرة تعرضا لقصف مدفعي عنيف، الليلة قبل الماضية، بشكل غير مسبوق عن الأيام الماضية.
وأشار "أبو ساري" (40 عاماً) إلى أن القذائف تسببت باستشهاد وجرح عدد كبير من المواطنين الذين كانوا داخل منازلهم وقت وقوع القصف. وقال: "القذائف انفجرت في الطرق والشوارع الرئيسة وعلى أسطح بعض المنازل".
وتواصل قوات الاحتلال أوامر الإخلاء الموجهة لسكان بلدة جباليا وأحياء التفاح والزرقا، وأجزاء من حي الشيخ رضوان وشارع النفق، إضافة إلى حيي الصبرة والزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.
وحسب شهود عيان من تلك المناطق وغيرها، أن القصف المدفعي بات سلوكاً عدوانياً مستمراً، لا سيما خلال ساعات الليل، بشكل يعرّض المواطنين للقتل أو الإصابة.
ولا أحد يعرف من أين تأتي هذه القذائف ولا مكان تمركز الدبابات، حسب "أبو ساري" في العشرينيات من عمره.
واعتبر المواطن أبو نضال الدردساوي (37 عاماً) الاعتداءات بالقذائف المدفعية بأنها أخطر بكثير من القصف الجوي، موضحاً أن القصف الجوي يستهدف بناية أو اثنتين فقط، ثم تهدأ المنطقة لعدة أيام، لكن القصف المدفعي قد يستمر أياماً متتالية دون أي بوادر لتوقفه، فضلاً عن أن خطورته واسعة.
وأضاف: "صحيح أن جزءاً كبيراً من المنازل خالية من السكان لكن الاحتلال يستهدف هذه المنازل بقذائف مدفعية قد تصل شظاياها ضمن دائرة قطرها 50 متراً"، معتبراً أن الأخطر من ذلك هو تعرض منطقة سكنية غالبية منازلها بدائية وتحيط بها الخيام من جميع الجوانب للقصف.
ورأى مواطنون أن الأخطر في القصف المدفعي ليس فقط بتوالي سقوط القذائف وتوسع دائرة استهدافاتها، بل يعتقد أنها تسقط بشكل عشوائي، وهو ما يفاقم حالة الخوف والذعر التي تصيب المواطنين.
وأضاف "أبو نضال": "الأسبوع الماضي، واصلت مدفعية الاحتلال إطلاق قذائفها لعدة أيام وفي ساعات الليل في حي الصبرة بمدينة غزة ولوحظ سقوط قذائف على المنازل المجاورة لمحيط المجمع الإسلامي وديوان آل أبو شريعة".
يشار إلى أن القصف المدفعي يتسبب باستشهاد وإصابة عشرات المواطنين يومياً في قطاع غزة.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق