أسدلت أجهزة الأمن المصرية الستار على لغز "الفجوة السوداء" في محافظة الجيزة، التي شغلت الرأي العام على مدى الأيام الماضية بعد تداول مقاطع فيديو تظهر حركة دخول وخروج مريبة لعشرات الأشخاص من فتحة غامضة تحت الأرض.

فجر الجمعة، وبعد عمليات رصد وتتبع، نجحت قوات الأمن في اقتحام الوكر، وضبطت بداخله 20 شخصاً، بينهم نساء وأطفال ورجال عدد منهم مسجلون جنائياً، في واحدة من أبرز العمليات الأمنية الأخيرة.

عالم سفلي تحت مدينة الملاهي

أوضح العقيد أحمد محمود، من وزارة الداخلية، أن "الوكر كان يخفي وراءه عالماً كبيراً".

وأضاف أن التحقيقات الأولية كشفت أن المقبوض عليهم متورطون في أنشطة إجرامية واسعة، أبرزها:

استغلال الأطفال القصر في عمليات التسول المنظم.

استغلال النساء في أعمال إجرامية أخرى.

جرائم سرقة وأعمال تنافي الآداب العامة.

وأكد المصدر الأمني أن القوات ضبطت بحوزة بعض المتهمين أسلحة بيضاء، كانوا يستخدمونها في ترويع المارة وتأمين أنشطتهم الإجرامية.

مراقبة شعبية قادت للضبط

لم تكن العملية وليدة الصدفة، فقد سبقتها جهود شعبية لافتة.

ولفت العقيد محمود إلى أن "الفجوة السوداء" كانت تحت مراقبة نشطاء ومتطوعين في مجال حقوق الطفل لمدة 3 أشهر كاملة، حيث وثقوا حركة الدخول والخروج المستمرة، خاصة من الأطفال الذين كانوا يستخدمون الوكر للمبيت.

وقال الخبير الأمني، العميد سامح عز العرب، إن "التفاعل الأمني مع ما ينشره المواطنون عبر الإنترنت توصل إلى ضبط أحد أخطر البؤر الإجرامية خلال السنوات الأخيرة".

مصير الأطفال والإطار القانوني

حول مصير الأطفال الخمسة الذين تم ضبطهم، أوضح عز العرب أن الإجراءات المتبعة هي البحث عن أهاليهم عبر سجلات الأطفال المفقودين لتسليمهم، وفي حال عدم التوصل إليهم، يتم إيداعهم في دور رعاية حكومية لتأهيلهم نفسياً وتعليمياً.

من جانبه، شدد المحامي بالنقض، عبدالفتاح محمد، على ضرورة تطبيق أقصى العقوبات على المتهمين. وأوضح أن المادة 291 من قانون العقوبات المصري تعاقب بالسجن المشدد لمدة لا تقل عن 5 سنوات وغرامة تصل إلى 200 ألف جنيه، لكل من يستغل طفلاً تجارياً أو في أعمال غير مشروعة.