أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر منصة "إكس" أن فرنسا والمملكة العربية السعودية ستتعاونان رسميًا في مؤتمر حول "حل الدولتين"، المقرر عقده في نيويورك على هامش اجتماعات الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، وفقا لحسابه الشخصي على موقع X.
يأتي هذا الإعلان في ظل توتر دبلوماسي مع إسرائيل والولايات المتحدة، اللتين عبّرتا عن رفضهما لتلك الخطوة. فقد اعتبرت واشنطن أن الاعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية يهدد عملية السلام، بينما وصفته إسرائيل بأنه مكافأة للحركات المسلحة، حسب رويترز.
لكن من منظور باريس، يشكل هذا المؤتمر محاولة جادة لاستعادة الزخم نحو حل الدولتين، الذي يعتبره ماكرون “الطريق الوحيد المصدّق عليه للمضي قدماً، لأجل عائلات الرهائن، الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء”، وفقا لـ ذا ناشيونال.
سبق إعلان ماكرون اجتماع دولي عُقد في يوليو المنصرم برعاية الأمم المتحدة في نيويورك، شاركت فيه فرنسا والسعودية إلى جانب وفود أخرى. هذا المؤتمر أنتج "إعلان نيويورك"، الذي يتضمن خطة انتقالية مدتها 15 شهراً لتأسيس دولة فلسطينية ديموقراطية ومستقلة، بالإضافة إلى تكليف لجنة مشتركة (برئاسة فرنسا والمملكة العربية السعودية) بالإشراف على تنفيذ الالتزامات، حسب ذا جارديان البريطانية.
على الرغم من المقاطعة من قبل إسرائيل والولايات المتحدة، اجتمعت حوالي 160 دولة في المؤتمر الأخير، وصوّت 125 منها لصالح إطار "حل الدولتين" كمسار عملي لتحقيق السلام. كما أعلنت العديد من الدول الغربية – ككندا وبريطانيا – عن اعتزامها الاعتراف بفلسطين كدولة بحلول سبتمبر، في امتداد للمبادرة التي قادتها فرنسا، حسب وكالة اسوشيتدبرس
يرى محللون أن إعلان الاعتراف الفرنسي بفلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة يشكل تحركًا تكتيكيًا لكسب الزخم الدولي، وضغطًا نحو إصلاحات داخل السلطة الفلسطينية، فضلاً عن رد رمزي على التوسع الاستيطاني الإسرائيلي ومحاولات ضم الضفة الغربية، وفقا لصحيفة واشنطن بوست
تُبرز هذه التحركات التزام باريس والرياض المرتفع نحو إعادة إحياء حل الدولتين بعد فترة من الجمود. يبدو أن الإعلان المرتقب لاعتراف فرنسا بفلسطين في سبتمبر سيشكل محركًا قويًا على الساحة الدولية، خصوصًا في ظل دعم عدد متزايد من الدول وتمسكها بالحل السياسي والاستقرار في المنطقة.
0 تعليق