فقدان الجليد بالقارة القطبية الجنوبية قد يكون نقطة تحول مناخية - هرم مصر

الكورة السعودية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أظهرت دراسة علمية جديدة أن الفقدان السريع للجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية قد يكون نقطة تحول في المناخ العالمي، إذ يتسبب في ارتفاع منسوب مياه البحار وتغيرات في تيارات المحيطات وفقدان الحياة البحرية وهو ما يستحيل عكس اتجاهه.

ووصفت الدراسة المنشورة في مجلة "نيتشر" التأثيرات المتشابكة للاحتباس الحراري على القارة القطبية الجنوبية، القارة المتجمدة في القطب الجنوبي للكوكب، بتفاصيل غير مسبوقة.

وأكدت أن الأدلة تظهر حدوث تغيرات سريعة ومتفاعلة، وأحيانا ذاتية الاستمرار، في بيئة القارة القطبية الجنوبية، وذلك استنادا إلى بيانات من الملاحظات، وتحليل عينات من الجليد، وسجلات سفن حددت التغيرات الطويلة الأمد في منطقة الجليد البحري، ووضع السياق العام للانحدار السريع في السنوات الأخيرة.

وجاء في الدراسة أن التحول في النظام أدى إلى تقليص مدى الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية إلى ما دون معدل التغير الطبيعي في القرون الماضية، كما كان في بعض النواحي أكثر حدة وغير خطي، وربما لا رجعة فيه.

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة نيريلي أبرام إن التغييرات لها تأثيرات متتالية على النظام البيئي، وفي بعض الحالات تعمل على تضخيم بعضها بعضا.

وتضيف أبرام أنه بمجرد أن نبدأ بفقدان الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية، فإننا نُطلق هذه العملية المُستدامة ذاتيا. حتى لو نجحنا في استقرار المناخ، فإن فقدان الجليد البحري يتواصل هناك لقرون عديدة قادمة.

ويحصل ذوبان الجليد عادة عندما تعكس الطبقة الجليدية الأصغر حجما قدرا أقل من الإشعاع الشمسي، وهو ما يعني أن الكوكب يمتص مزيدا من الحرارة، وربما يؤدي ذلك إلى تسريع إضعاف الدورة الانقلابية في القارة القطبية الجنوبية، وهو تيار يمتد عبر المحيط، ويعمل على توزيع الحرارة والمواد المغذية وتنظيم الطقس.

إعلان

ويؤدي فقدان الجليد إلى الإضرار بشكل متزايد بالحياة والتنوع في تلك البيئة شديدة الخصوصية، بما في ذلك طيور البطريق الإمبراطوري، التي تتكاثر على الجليد، تاكريل وغيرها.

وأشارت الدراسة إلى أن ارتفاع درجة حرارة المياه السطحية سوف يؤدي أيضا إلى تقليص أعداد العوالق النباتية، التي تسحب كميات هائلة من الكربون من الغلاف الجوي.

وأكدت الدراسة أن الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية من شأنه أن يقلل من خطر حدوث تغييرات كبيرة في القارة القطبية الجنوبية، لكنه ربما لا يمنع حدوثها أو عكسها.

وقالت أبرام -وهي الرئيس الحالي للعالم في قسم القارة القطبية الجنوبية الأسترالية- إن "الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية قد يكون في الواقع إحدى نقاط التحول في نظام الأرض".

وتشير نقاط التحول المناخي إلى عتبات حرجة في نظام المناخ للأرض، وعند تجاوزها، تؤدي إلى تغيرات كبيرة، ربما لا رجعة فيها في النظام المناخي، حتى لو توقفت الأسباب، وقد تؤدي هذه التغيرات إلى تفاعلات متسلسلة تؤثر على الأنظمة البيئية والمناخ العالمي.

ومن بين نقاط التحول المناخي الرئيسية ذوبان الصفائح الجليدية القطبية، وانهيار التيارات المحيطية، وذوبان التربة الصقيعية، وموت الشعاب المرجانية، وتدهور الغابات المطيرة الاستوائية، خصوصا غابات الأمازون.

وتؤكد الدراسة أنه سيكون من الضروري تحقيق استقرار مناخ الأرض مع الحد الأدنى من تجاوز درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية، إلى جانب تدابير التكيف العالمية للحد من الآثار البعيدة المدى للتغيرات المفاجئة في القارة القطبية الجنوبية والاستعداد لها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق