النظم العشبية.. الحليف المهمل في مكافحة تغير المناخ - هرم مصر

الكورة السعودية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تسعى سياسات الحفاظ على الطبيعة إلى حماية الغابات في جميع أنحاء العالم، لكنها تغفل النظم البيئية العشبية، المراعي والسافانا والتندرا، حيث يعتقد الكثيرون أن النظام البيئي البكر هو غابة فقط، وأن المراعي مجرد موائل متدهورة.

تُشكل النظم البيئية العشبية جزءا كبيرا من الكوكب، إذ تغطي ما بين 30% و40% من مساحة اليابسة. كما أنها تُسهم في مكافحة تغيّر المناخ، وتُشكل موطنا لعدد لا يُحصى من الأنواع، لكنها تتعرض لمعدل خسارة أعلى من النظم البيئية الحرجية في العديد من المناطق.

وتشير الأبحاث إلى أن ثلث مخزونات الكربون الأرضية العالمية توجد في الأراضي العشبية، مع ميزة مهمة تتمثل في أن الكربون يتم تخزينه تحت الأرض، أي في الجذور والتربة، فيظل مستقرا للغاية حتى خلال الحرائق والجفاف.

أما في الغابات، فيتم تخزين الكربون في معظمه فوق الأرض، وهو ما قد يمثل مشكلة، إذ يمكن أن ينتشر بسرعة في الغلاف الجوي عندما تنشب الحرائق، كما يشير تقرير نشر في مجلة "ساينس".

ويقول فاليريو دي باتا بيلار، وهو أستاذ علم البيئة في جامعة دو ريو غراندي دو سول في البرازيل، ضمن التقرير، إن الأنظمة البيئية العشبية تعرضت للإهمال والتحيز ضدها لفترة طويلة.

ويشير إلى أن هناك فكرة واسعة الانتشار مفادها أن الطبيعة لا يمكن الحفاظ عليها بشكل جيد إلا من خلال الغابات، في حين يُنظر إلى النظم البيئية العشبية المفتوحة بشكل خاطئ على أنها أراض متدهورة وأقل تنوعا بيولوجيا.

ويرى أنه لهذا السبب، تعد النظم البيئية العشبية في العديد من أجزاء العالم الهدف الأول للتحويل إلى محاصيل ومزارع أشجار. كما يتكرر هذا المفهوم الخاطئ أيضًا في المقالات العلمية، التي تقترح على سبيل المثال زراعة الأشجار في النظم البيئية العشبية للتخفيف من آثار تغير المناخ.

ويشير التقرير إلى أن المراعي والبيئات العشبية من أغنى البيئات بأنواع النباتات، إذ تضم بعض المراعي ما يصل إلى 89 نوعا نباتيا لكل متر مربع، ولهذا تعد أيضا حليفا مهما في مكافحة تغير المناخ، لأنها بمثابة مخزن فعال للكربون، مثل المحيطات والغابات.

إعلان

ويقول فاليريو إن النظم البيئية العشبية: شاسعة ومهمة، ويمكن أن تكون ذات تنوع بيولوجي كبير وبمثابة موائل للعديد من الأنواع التي لا تستطيع البقاء في الغابات.

ويعتقد أننا بحاجة إلى تغيير الطريقة التي نتحدث بها عن الأراضي العشبية والتوقف عن التفكير في أن الغابات هي النظم البيئية الوحيدة التي لها أهمية، حيث يطلق أحيانا على الأراضي العشبية اسم "الغابات المفتوحة".

ويقول فاليريو: "يجب على العلماء والسلطات تجنب التحيز للغابات في الخطاب العام واستخدام لغة أكثر شمولا من إزالة الغابات لوصف فقدان الغطاء النباتي الطبيعي بسبب تحويل استخدام الأراضي".

وينعكس هذا التحيز المستمر نحو الحفاظ على الغابات وإهمال النظم البيئية العشبية في سياسات الحفاظ على البيئة وقوانينها في جميع أنحاء العالم.

ويشير التقرير إلى ضرورة أن ندرك أهمية الأراضي العشبية ضمن الأطر الدولية للتنوع البيولوجي وتغير المناخ لتعزيز الوعي والفهم لهذه القضية وإيجاد ضمانات قانونية أقوى واعتراف عالمي لمواكبة جهود الحفاظ على الغابات.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق