ما وراء الأسطوانة المشروخة؟! - هرم مصر

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعم، يبدو أننا عدنا إلى الأسطوانة المشروخة، وإلى اللعبة التي يسعى بعض الإعلام الغربي إلى ممارستها، إما لتنفيذ أجندة معينة لصالح جهات ما متضررة أو منافسة للإمارات، وإما للبحث عن الإثارة هنا أو هناك لزيادة قاعدة الانتشار على حساب نجاح وتميز المجتهدين.
نعم، الإعلام الغربي يتقن فن بناء القصص، وهو فن يشكل على أرضية الواقع جزءاً من مدرسة ينتمي إليها ويروج لها، فهو مؤسسها تحت عناوين مختلفة تدور كلها في فلك حرية الصحافة والإعلام والكلمة، إذا كانت تلبي وتخدم احتياجاته ومصالحه.
الأسطوانة المشروخة، التي نتحدث عنها، بدأت تظهر جلياً في بعض الوسائل الأجنبية، التي عادت للترويج إلى أن مكانة الإمارات ودبي ونجاحهما وصلا إلى نهايتهما، وأن مركزها المالي الذي أصبح مغناطيساً للبنوك والاستثمارات وصناديق التحوط بلغ حده، وأن العقار الذي باتت تداولاته اليومية تفوق تداولات عواصم ومدن غربية عريقة وصل إلى القمة ومرشح للتراجع، وأن الإمارات لم تعد نقطة جذب للمواهب والمبتكرين، وأن وأن وأن...
صحيح أن ما يتم بثه من قبل البعض هو محاولة تشكيك في نجاح النموذج الذي طالما أصبح عالمياً في الشأن الاقتصادي والتنموي والعمراني، وأيضاً في رفاهية الخدمات والاستقرار والأمن والأمان، وصحيح أيضاً أنه ليس بجديد، فقد اعتدنا عليه، لكن هذه المرة الوضع يختلف عن السابق، لماذا؟
لأنك أصبحت أنت، منافساً ليس إقليمياً أو عربياً كما كان الحال عليه في العقدين الماضيين، ولكن لأنك منافس عالمي على خارطة مراكز المال والأعمال والابتكار والفضاء والذكاء الاصطناعي والطيران وغيرها الكثير والمثير.
أصبحت أنت الآن، تنافس على أثرياء العالم، فهؤلاء لا يفيدونك من منطقتك أو إقليمك فقط، بل من مراكز عالمية تقليدية مستقطبة لهم، ومن أبنائها أيضاً، يأتونك من بريطانيا مثلاً وهم بالآلاف سنوياً، يأتونك من أوروبا وأمريكا، وأعدادهم مماثلة، من الصين ومراكز المال في جنوب شرق آسيا، من الهند وغيرها، يأتونك من كل صوب وحدب، كل ساعة من الزمن يأتيك مليونير على الأقل.
أصبحت أنت الآن، مركزاً مهماً على مستوى العالم في الذكاء الاصطناعي، فلديك في أبوظبي أكبر مجمع للذكاء الاصطناعي الإماراتي-الأمريكي بقدرة 5 GW، وهو الأكبر خارج الولايات المتحدة، وهو المجمع المصمم لتوفير خدمات بيانات متقدمة تغطي نحو نصف سكان العالم ضمن نطاق 3,200 كم من أبوظبي، ويدعم الطاقة النووية والشمسية.
أصبحت أنت الآن، أكبر قاعدة طيران دولية للنقل الجوي في العالم، بشركات طيران عملاقة ومطارات فاخرة، يتصدرها مطار دبي الدولي الذي يقترب من التعامل مع 100 مليون مسافر دولي، ولديك مقصد سياحي يستقطب سنويا 25 مليون زائر، هم الأكثر إنفاقاً بين نظرائهم في العالم، فيما تمتلك أحد أفضل تفاصيل البنية التحتية التي يحتاج إليها قطاع الأعمال والمستثمرون.
أصبحت أنت الآن، إذا ما جمعت استثمارات الصناديق السيادية المحلية، تملك أكبرها في العالم، وأكثرها نشاطاً وتوسعاً، ولديك قاعدة نفطية تتجه لإنتاج خمسة ملايين برميل يومياً، وهي قاعدة آمنة ومستقرة وموثوقة عالمياً، مدعومة بصناعات بتروكيماوية مصاحبة، وطاقة نووية وكهربائية وشمسية.
أصبحت أنت الآن، اللاعب الإقليمي الأول، وأحد أبرز اللاعبين المؤثرين في النقل البحري والموانئ، حيث تدير وتملك العشرات منها حول العالم، ومعها المناطق الحرة المتخصصة محلياً وعالمياً، فيما تجارتك الخارجية مع العالم وهي بعدة تريليونات، أصبحت مؤطرة بشركات استراتيجية مع أكبر اقتصادات العالم، ما يجعلك بوابة عبور بين آسيا وإفريقيا، وحتى أوروبا.
لهذا كله - وهو جزء يسير جداً مما لدينا في الإمارات - فلا عجب أن يحاول البعض أن يستخدم وسائل إعلام غربية وإقليمية للتشكيك في منجز الإمارات، وفي المستقبل الواعد، الذي يقوم عليه والذي تأسس على قاعدة صلبة، وأصبح يحاكي المستقبل وتقنياته، ويتقدم إليه وعليه، فالإمارات أهدافها واضحة، ورؤيتها ثاقبة، وعزيمتها راسخة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق