مصر تستنفر أجهزتها الصحية لمواجهة "كوليرا السودان" - هرم مصر

سكاي نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

شددت السلطات الصحية في مصر إجراءاتها الوقائية على مختلف المنافذ الحدودية، في إطار خطة تستهدف منع تسلل الكوليرا إلى البلاد، على خلفية التفشي المتسارع للمرض في السودان والذي يشهد أوضاعا صحية حرجة لا سيما في العاصمة الخرطوم.

ويأتي التحرك المصري في وقت سجل فيه السودان ارتفاعا ملحوظا في الإصابات بالكوليرا، وسط تحديات كبيرة تواجه المنظومة الصحية هناك بسبب النزاع المسلح المستمر منذ ما يزيد عن عامين، ما دفع الدول المجاورة إلى رفع درجات الحذر تحسبا لأي انتقال محتمل للعدوى عبر الحدود.

وفي مطلع الأسبوع الجاري، أعلنت وزارة الصحة السودانية عن زيادة كبيرة في إصابات الكوليرا بالخرطوم، بينما تكافح البلاد التفشي المتسارع وسط انهيار الخدمات الأساسية.

مصر "متأهبة" للمواجهة

وكشف مصدر مسؤول بوزارة الصحة المصرية، أن قطاع الطب الوقائي في حالة تأهب قصوى منذ اللحظات الأولى لاندلاع الأزمة السودانية، مشيرا إلى وجود خطة شاملة للتعامل مع الموقف الصحي الطارئ، تشمل رصدا وبائيا دقيقا ومراقبة مستمرة للوضع داخل السودان وفي المناطق الحدودية.

وقال المصدر، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن وزارة الصحة تتابع تطورات الوضع لحظة بلحظة، وتتخذ ما يلزم من إجراءات احترازية واستباقية، بما في ذلك تشديد الإجراءات الوقائية في جميع منافذ الدخول البرية مع السودان، لا سيما مينائي أرقين وقسطل جنوبي البلاد، إضافة إلى تطبيق إجراءات مماثلة في المنافذ الجوية، لضمان أعلى درجات التأمين الصحي.

ولفت إلى أن فرق الطب الوقائي تقوم بعمليات مناظرة وفحص دقيق لكافة القادمين من السودان أو من مناطق يشتبه في وجود بؤر وبائية بها، وذلك ضمن خطة الدولة لمواجهة احتمالات انتقال عدوى الكوليرا أو غيرها من الأمراض المعدية إلى داخل البلاد.

مصر خالية من الكوليرا

وشدد المصدر على أن مصر خالية تماما من مرض الكوليرا، الذي يُعرف بسرعة انتقاله عن طريق المياه أو الأغذية الملوثة، وقد يؤدي إلى الوفاة في حال تأخر العلاج، مؤكدا أن السلطات الصحية حريصة على الحفاظ على ما تحقق من إنجازات في مجال مكافحة الأمراض الوبائية خلال السنوات الماضية.

وأوضح أن مصر تمتلك منظومة ترصّد وبائي متقدمة تمكن الفرق المختصة من الاكتشاف المبكر لأي حالات اشتباه بأمراض معدية، ما يُعد خط الدفاع الأول في مواجهة مخاطر تسلل العدوى.

مخاوف من انتقال الوباء

بدوره، قال مستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية، الدكتور ضرار بلعاوي، في حديث مع "سكاي نيوز عربية"، إن تفشي وباء الكوليرا في السودان يثير قلقا بالغا في الأوساط الصحية المحلية والدولية، في ظل التزايد المتسارع في أعداد المصابين والوفيات.

وأكد أن هذا الانتشار الواسع يثير مخاوف حقيقية من انتقال الوباء من السودان إلى الدول المجاورة، وخاصة مصر، نظرا للحدود المشتركة واحتمالية انتقال العدوى عبر حركة السكان أو تلوث المياه، وبالتالي، تأتي أهمية الإجراءات المصرية في رفع درجة الاستعداد القصوى بالمنافذ البرية والموانئ والمطارات، وتشديد الإجراءات الاحترازية والحجر الصحي لمنع تسرب المرض إلى البلاد.

إجراءات حاسمة تبدأ من السودان

سبق أن أرجع ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان، شبل صحباني، في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية"، أسباب استمرار التفشي وارتفاع الحالات في الخرطوم إلى نقص الوصول إلى المياه الآمنة، وسوء النظافة والصرف الصحي، لا سيما في أماكن تجمع النازحين داخليا، إضافة إلى الهجمات على البنية التحتية الصحية والمدنية الأخرى، مما أدى إلى تعذر تشغيل محطات تنقية المياه.

وبحسب بلعاوي، فإن مواجهة انتقال الكوليرا خارج السودان تتطلب تضافر الجهود على عدة مستويات، تشمل توفير المياه النظيفة، وتحسين أنظمة الصرف الصحي، وتعزيز النظافة الشخصية والعامة.

وأضاف أنه ينبغي تعزيز أنظمة الترصد الوبائي في الدول المجاورة، خاصة في المناطق الحدودية، للكشف المبكر عن أي حالات وافدة وتطبيق إجراءات عزل وعلاج فوري، مشيرا إلى إمكانية استخدام لقاح الكوليرا الفموي كإجراء وقائي في المناطق المعرضة للخطر الشديد، بالتوازي مع استراتيجيات الوقاية الأخرى.

واعتبر أن تقديم الدعم اللازم للسودان، وتعزيز التعاون بين الدول المجاورة لتبادل المعلومات وتنسيق جهود الاستجابة، سيكون محوريا في مواجهة الوباء.

ماذا نعرف عن الكوليرا؟

الكوليرا هي عدوى حادة تُسبب الإسهال، وتنجم عن استهلاك أطعمة أو مياه ملوثة بالبكتيريا المسببة للمرض.

ويعاني معظم المصابين من إسهال خفيف أو معتدل، ويمكن علاجهم بمحلول تعويض السوائل عن طريق الفم، إلا أن المرض قد يتطور بسرعة، ومن الحيوي بدء العلاج بشكل مبكر لإنقاذ الأرواح، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق