الروبوتات والمسيّرات تنشر الموت في حي الزيتون - هرم مصر

جريدة الايام 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

كتب خليل الشيخ:

 

"تلقينا عدة تحذيرات لإخلاء المنازل، ورموا علينا مناشير وسمّعونا التهديد عبر مكبرات الصوت من طائرات كواد كابتر، ومن بقي متردد ويخشى أن يموت في الشوارع، في حال خرج من منزله"، بهذه الكلمات عبّر المواطن "أبو مؤمن" عن حالة الحيرة التي يشعر بها من بقي من سكان حي الزيتون في مدينة غزة جراء تهديدات الاحتلال المستمرة بوجوب النزوح.
وقال: "والله ما بعرف إيش بدنا نعمل، وشايف الناس مترددة وبدناش نترك بيوتنا للروبوتات تفجرها، بس زيادة التهديدات والتفجير ونسف المنازل تجعل الغالبية تفكّر بالرحيل".
ويحاول من تبقى من سكان حي الزيتون مقاومة هذه التهديدات، وتجنب القصف، حسب الكثير من الرجال الذين قرروا أن يؤمّنوا نزوح النساء والأطفال إلى منطقة آمنة.
قطع صوت قصف مدفعي وتلاه انفجار قوي، حديث "أبو مؤمن" (50 عاماً) الذي قال: "هنا الوضع يخيف والتوتر والقلق يسيطران على نفوس المواطنين".
وذكرت مصادر إعلامية ومحلية أن قوات الاحتلال تجبر السكان، عبر إطلاق النار والقصف الجوي ونسف المنازل، على مغادرة منازلهم والخروج إلى الشوارع، ولا تتوقف أصوات الانفجارات القوية الناجمة عن نسف المنازل.
وأشارت المصادر إلى أن "مئات العائلات نزحت من المناطق الشرقية لحي الزيتون وانتقلت إلى المناطق الغربية، وهناك عائلات توجهت إلى الجنوب، لكن عشرات العائلات لا تزال تصر على الصمود ومواجهة تهديدات الاحتلال.
المواطن "أبو مؤمن" نقل بعض التفاصيل عن الظروف التي خلقتها قوات الاحتلال في حي الزيتون، مبيناً أن بعض المواطنين تلقوا منشورات للإخلاء وعند محاولتهم النزوح قامت الطائرات بأعمال قصف في طريق مرورهم، ما جعلهم يتراجعون باتجاه منازلهم.
وقال: "تسيطر الحيرة على نفوس هؤلاء، ولا يعرفون كيف يتصرفون تحت القصف المباشر، فيما يحاولون التشاور مع الجيران، فيضطرون للهرب والاحتماء في أي مكان، ولكن الموت يكون سيد الموقف في بعض الأحيان".
وأضاف: "لا يشكل القصف الجوي والمدفعي وحده التهديد على حياة السكان في حي الزيتون، فما تسمى روبوتات التفجير تلاحقهم أينما تواجدت الدبابات والآليات الإسرائيلية".
وأبلغت مصادر محلية عن اجتياح عدد غير قليل لآليات الاحتلال العسكرية في مناطق وسط حي الزيتون، وعشرات الأمتار غرب طريق صلاح الدين.
وتابع "أبو مؤمن": "بنسمع انو الجيش بفجر الدور والمربعات السكنية بالروبوتات، ومش بس بالقصف الجوي"، مشيراً إلى أن ذلك يوسع من حجم الدمار في المنطقة، ويجعل المواطنين تحت التهديد المستمر.
وبلغ عدد المنازل والبنايات التي دمرتها قوات الاحتلال في الحي أكثر من 400، حسب تقديرات أعلنتها وسائل إعلام إسرائيلية.
ولفتت مصادر إعلامية إلى قيام الاحتلال بتفجير مربعات سكنية في محيط مفترق الكويت والجزء الشرقي من شارع 8، فيما تولت الطائرات المقاتلة قصف بنايات متعددة الطوابق شرق الكلية الجامعية وكلية غزة، ما تسبب باستشهاد مواطنين تحت ركام منازلهم.
وذكر بعض المواطنين أنهم نجحوا في مغادرة مناطق سكناهم، ونزحوا إلى مناطق أخرى، وتنقلوا من شارع إلى آخر تحت أزيز الطائرات ودوي المدافع، مشيرين إلى أنهم لا يعرفون من أين سيأتيهم الموت، هل من السماء أم من الأرض، في إشارة إلى القصف الجوي والمدفعي والتفجير بـ"الروبوتات".

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق