وتتمتع المملكة بـ6 ممكنات تجعلها المركز اللوجستي الأكبر في الشرق الأوسط، من أبرزها الموقع الإستراتيجي واتجاهات التجارة الإلكترونية.
وتستثمر المملكة بكثافة في البنية التحتية، بما في ذلك مناطق مخصصة للشحن الجوي في مطاري الملك خالد الدولي بالرياض، والملك عبدالعزيز الدولي بجدة، وتتميز هذه المناطق بإجراءات جمركية مبسطة، وروابط نقل متعددة الوسائط، مما يضع المملكة كحلقة وصل حيوية في سلاسل التوريد العالمية.
تحول جذري
ويشهد قطاع الشحن الجوي العالمي تحولاً جذريًا، مدفوعًا بالتوسع السريع للتجارة الإلكترونية والحاجة المُلِحّة لسلاسل توريد مرنة، وفي قلب هذا التحول، تقع السعودية، وهي مُستعدة لإعادة تعريف دورها كمركز لوجستي في الشرق الأوسط، ويُجسّد استحواذ شركة الخطوط السعودية للشحن مؤخرًا على طائرتي شحن من طراز (إيرباص A330-300P2F) من خلال شركة (ASL Aviation Holdings) هذا الطموح، ويُشير إلى موجة أوسع من فرص الاستثمار في تقنيات الطيران والشحن وسلاسل التوريد.
محفز للهيمنة الإقليمية
يُعدّ قرار الخطوط السعودية للشحن بدمج طائرات (A330-300P2F) في أسطولها أكثر من مجرد خطوة تكتيكية؛ بل هو خطوة إستراتيجية فعّالة، تُوفر هذه الطائرات، المُحوّلة من طائرات ركاب إلى طائرات شحن، سعة حمولة تبلغ 62 طنًا ومدى يصل إلى 6850 كيلومترًا، ما يجعلها مثالية للشحنات عالية القيمة وذات الأهمية الزمنية.
من خلال تأجير هذه الطائرات بموجب اتفاقية (ACMI) «الطائرات، الطاقم، الصيانة، والتأمين» مع شركة (ASL) للطيران، تتجنب السعودية للشحن عبء الملكية الذي يتطلب رأس مال كبير، مع إمكانية الوصول إلى إطار عمل تشغيلي متين، يتيح هذا النموذج للشركة التوسع بسرعة، وهي ميزة بالغة الأهمية في سوق تُحدد فيه المرونة النجاح.
ستُشغل طائرات (A330-300P2F) في البداية تحت مظلة شركة (ASL Airlines Ireland) قبل انتقالها إلى أسطول السعودية للشحن في أواخر عام 2025.
ويضمن هذا النهج التدريجي تكاملاً سلسًا مع شبكة حالية تمتد لأكثر من 50 وجهة في أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا، بالنسبة للمستثمرين، يُبرز هذا قيمة الشراكات في مجال الخدمات اللوجستية الحديثة: تُكمل خبرة (ASL Aviation) في تأجير (ACMI) طموح السعودية للشحن، ما يخلق منظومة متكاملة تُقلل من المخاطر وتُسرّع النمو.
موقع إستراتيجي
وقد أسهمت اضطرابات الشحن في البحر الأحمر في تسريع هذا التحول، فمع تعطل طرق الشحن البحري إلى آسيا وأوروبا، أصبح الشحن الجوي شريان الحياة للشحنات العاجلة، وقد جعل موقع السعودية الإستراتيجي -الذي يربط بين أوروبا وآسيا وأفريقيا- من الدول المستفيدة بشكل طبيعي، من المقرر أن يتوسع أسطول طائرات الشحن في المملكة من سبع طائرات إلى 27 طائرة بحلول عام 2030، ما يُؤكد التزامها بالاستحواذ على حصة أكبر من هذه السوق المتنامية.
التجارة الإلكترونية محرك النمو
تُعدّ التجارة الإلكترونية ركيزة أساسية لطموحات المملكة اللوجستية، في عام 2024، نقلت الخطوط السعودية للشحن 64107 أطنان من بضائع التجارة الإلكترونية، بزيادة قدرها 23% على أساس سنوي، ومن المتوقع أن ينمو سوق التجارة الإلكترونية الأوسع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من 34.5 مليار دولار في عام 2024 إلى 57.8 مليار دولار بحلول عام 2029، بقيادة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.
ممكنات السعودية للتحول لمركز لوجستي عالمي
الاستحواذ على طائرات الشحن (A330-300P2F) وشراكات التأجير مع (ACMI).
5.03 مليارات دولار نمو سوق الشحن الجوي في 2033.
الاستثمارات في البنية التحتية في مناطق الشحن بالرياض وجدة.
64 ألف طن زيادة التجارة الإلكترونية في عام 2024.
الموقع الإستراتيجي واتجاهات التجارة الإلكترونية.
توسع أسطول طائرات الشحن من 7 طائرات إلى 27 طائرة بحلول عام 2030.
0 تعليق