نقل الإعلام الأمريكي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أبلغ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بأنه قد يخفف من مطالبه المتعلقة بالأراضي الأوكرانية الأخرى، في مقابل ضمان سيطرة روسيا الكاملة على إقليم دونيتسك.
وأكد أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لن يوافق تحت أي ظرف على التنازل عن دونيتسك، وهو الموقف الذي تمسكت به كييف منذ بداية الغزو الشامل.
ويشير هذا التقرير إلى أن الكرملين يسعى لاستغلال قنوات اتصال غير رسمية مع شخصيات سياسية غربية مؤثرة مثل ترمب، الذي أعلن مراراً عن قدرته على إنهاء الحرب "في 24 ساعة" في حال فوزه بالانتخابات، وذلك بهدف جس النبض والبحث عن تسوية تضمن له تحقيق أهدافه الاستراتيجية الأساسية.
الأهمية الاستراتيجية لدونيتسك
يعد السيطرة الكاملة على إقليم دونيتسك، إلى جانب لوهانسك، أحد الأهداف المعلنة للكرملين منذ بدء ما يسميه "العملية العسكرية الخاصة".
ويمثل الإقليم قلب منطقة دونباس الصناعية، ويحتوي على موارد طبيعية هائلة وبنية تحتية صناعية مهمة.
ورغم أن روسيا أعلنت ضم الإقليم بشكل غير قانوني في عام 2022، إلا أنها لم تتمكن حتى الآن من السيطرة على كامل أراضيه، حيث لا تزال القوات الأوكرانية تسيطر على مدن استراتيجية وتخوض معارك شرسة على طول الجبهة، خاصة في محيط مدينة بوكروفسك.
إن تأمين السيطرة على كامل الإقليم سيمنح روسيا نصراً استراتيجياً كبيراً يمكن لبوتين تقديمه للداخل الروسي، كما سيضمن استمرارية الجسر البري الذي يربط الأراضي الروسية بشبه جزيرة القرم.
موقف أوكرانيا الثابت
يأتي الرفض الأوكراني القاطع، الذي نقله الإعلام الأمريكي، متسقاً مع "صيغة السلام" التي طرحها الرئيس زيلينسكي، والتي تنص في مقدمة بنودها على الانسحاب الكامل للقوات الروسية واستعادة أوكرانيا لسيادتها على كامل أراضيها بحدود عام 1991، بما في ذلك شبه جزيرة القرم.
ويرى المحللون أن أي تنازل عن أراضٍ محتلة، وخاصة دونيتسك التي سالت من أجلها دماء كثيرة، سيكون بمثابة انتحار سياسي لأي قائد أوكراني، وسيعتبر خيانة للتضحيات التي قدمها الجيش والشعب الأوكراني، فضلاً عن أنه سيشجع موسكو على شن اعتداءات مستقبلية.
فجوة هائلة بين الموقفين
تسلط تقارير الإعلام الأمريكي الضوء على الفجوة الهائلة التي لا تزال قائمة بين مواقف طرفي النزاع.
فبينما تبحث روسيا عن مخرج يحفظ ماء الوجه ويحقق لها مكسباً استراتيجياً ملموساً عبر مقايضة الأراضي، تصر أوكرانيا على أن السلام لا يمكن أن يتحقق إلا على أساس العدالة والقانون الدولي، وهو ما يعني عدم القبول بأي تغيير للحدود بالقوة.
0 تعليق