هرم مصر - بحيرة البهنسا الغامضة.. ظهرت بحيرة مياه شديدة الملوحة في قلب الصحراء الغربية بالقرب من قرية البهنسا، فجأة وبدون مقدمات شمال محافظة المنيا جنوب مصر، الأمر الذي دفع البعض إلى تسميتها بـالبحيرة المباركة، استنادا لمكانة القرية التي تعرف بـ البقيع الثاني، لكثرة الصحابة والتابعين الذين استشهدوا ودفنوا بها خلال الفتح الإسلامي لمصر.

ولم تكن الظاهرة غريبة على سكان البهنسا، فقد اعتادوا بين الحين والآخر على ظهور تجمعات مائية محدودة نتيجة طبيعة المنطقة الجغرافية وما تحويه من منخفضات ووديان، ولكن هذه المرة اختلف المشهد، إذ تشكل تجمع أكبر بدا كبحيرة صغيرة، ما دفع الأهالي والزائرين إلى التقاط الصور ومشاركة مقاطع الفيديو، لتتصدر بحيرة البهنسا مواقع التواصل الاجتماعي.

ومع انتشار الصور والفيديوهات، انقسمت الآراء بين الأهالى والزوار، فالبعض ربط ظهور المياه بالمكانة الدينية للبهنسا، وأطلق عليها وصف المياه المباركة، بينما لجأ آخرون إلى الدعابة وأطلقوا عليها لقب البحيرة المسكونة.

لم يبد سكان القرية دهشة كبيرة، إذ اعتبروا ما حدث امتدادًا لظواهر طبيعية اعتادوا عليها في محيط المنطقة، حيث أوضحوا أن تجمع المياه كان يظهر سابقًا بكميات محدودة نتيجة انحدار السيول أو تسربات طبيعية من المنخفضات، إلا أن هذه المرة جاءت الكميات أكبر لتشكل ما يشبه البحيرة الصغيرة التي جذبت أنظار الناس من خارج القرية.

المياه المباركة أو المسكونة

وأشاروا إلى أن الأسماء التي أُطلقت على بحيرة البهنسا الغامضة، سواء المياه المباركة أو المسكونة، لم تتجاوز كونها دعابات بين الأهالي والزائرين، مؤكدين أن تكونها ناتج عن عوامل طبيعية بحتة، كما أوضحوا أن عمقها لا يتجاوز المتر الواحد، بينما بدت مساحتها كبيرة فقط لأنها محصورة داخل منخفضات ووديان صحراوية.

وذكر أن قد تحركت محافظة المنيا بسرعة وأعلنت رصدها للتجمع المائى فى أحد المنخفضات الصحراوية بمنطقة البهنسا، وكشفت المحافظة عن قيام الأجهزة المختصة بسحب عينات من المياه لإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة، وذلك للتأكد من طبيعتها والوقوف على أسباب تكوّنها.

وجاءت نتائج التحاليل لتضع حدًا للتكهنات، حيث أثبتت أن المياه ناتجة عن تسريبات جيولوجية طبيعية، وأنها تحتوي على نسبة ملوحة مرتفعة جدًا تجعلها غير صالحة للاستخدام سواء للشرب أو للزراعة أو حتى للحيوانات.

كما أكدت محافظة المنيا أن التجمع المائي لا يمثل أي خطورة فى حد ذاته، لكنه في الوقت نفسه لا يصلح لأي غرض عملي، وفي إطار حرصها على سلامة المواطنين، وشددت على ضرورة الامتناع عن الاقتراب من هذه المياه أو استخدامها بأي شكل من الأشكال.

وأُسدل الستار على الجدل الذى أحاط بـ بحيرة البهنسا، بعد أن بينت الحقائق العلمية أنها مجرد تجمع مائي مالح نتج عن عوامل جيولوجية طبيعية، وتحولت الظاهرة من مصدر للدهشة والتساؤلات إلى تحذير رسمى من استخدامها.

اقرأ أيضاً
نقيب الفلاحين يكشف تفاصيل جديدة بشأن بحيرة المنيا الغامضة

تكهنات وأساطير حول البحيرة الغامضة في المنيا.. والمحافظة تحذر: مياهها ليست للاستخدام