الانتهاك الإسرائيلي المُتهوّر لسيادة دولة قطر يستدعي ردّاً عربيّاً موحّداً - هرم مصر

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الانتهاك الإسرائيلي المُتهوّر لسيادة دولة قطر يستدعي ردّاً عربيّاً موحّداً - هرم مصر, اليوم الجمعة 12 سبتمبر 2025 12:36 مساءً

هرم مصر - اعتادت منطقتنا على الاضطرابات الجيوسياسيّة، إلّا أن بعض الأحداث التي تشهدها تعلوا على صوت الضجيج المُعتاد لتبرز كلحظات محوريّة واضحة. وكان العدوان الإسرائيلي الأخير على دولة قطر خير مثالٍ على ذلك، حيث شكّل انتهاكاً صارخاً لسيادة قطر ولمنظومة الأمن المُشترك التي تربط دول مجلس التعاون الخليجي.

كان ردّ المملكة العربيّة السعوديّة سريعًا وحازمًا، حيث اتّصل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مباشرةً بالأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. لم يأتِ هذا الاتصال في سياق المجاملات الدبلوماسيّة فحسب، بل كان بمثابة تعبير عن تضامن المملكة مع دولة قطر، وتأكيد على العلاقات الراسخة التي تربط البلدين، وإشارة إلى أن المملكة مستعدّة لتحريك كافّة إمكاناتها دفاعًا عن الدولة الشقيقة.

 

 

صورة تظهر المبنى المتضرر في المجمع الذي يضم أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية والذي استهدفته غارة إسرائيلية على في العاصمة القطرية الدوحة (أ ف ب)

 

لا تُعدّ هذه مجرّد مسألة ثنائيّة، بل إنّها ناقوس خطر للمنطقة بأكملها. كان موقف السعودية واضحًا، حيث اعتبرت أنّ أمن دولة قطر هو جزء لا يتجزّأ من أمن المملكة، كما أنّ أيّ هجوم على الدوحة هو هجوم على مجلس التعاون الخليجي بأكمله. ويجب أن تُقابل هذه الاستفزازات بإجراءات سياسيّة وقانونيّة واستراتيجيّة حازمة ومُنسّقة لضمان عدم تكرارها تحت أيّ ذريعة أو مُبرّر.

لم يعد النّمط الذي تتّبعه إسرائيل في سلوكها موضوع نقاش، فاعتداءاتها المُتكرّرة على البلدان العربية، وآخرها دولة قطر، تُظهر تجاهلها الصارخ للقانون الدولي والأعراف الدبلوماسيّة. لا يصدر هكذا تصرّف عادةً عن دولةٍ مسؤولة، بل عن جهة فاعلة مارقة. آن الأوان لأن توحّد الدّول العربية موقفها وتُطالب بالمساءلة.

تدعم السعودية كافّة التدابير التي قد تتّخذها قطر لحماية سيادتها وأمنها. لا تُعدّ هذه الإجراءات مبرّرةً فحسب، بل ضروريّةً أيضًا، حيث تبعث برسالة واضحة مفادها أنّ مصائرنا مترابطة وأنّ الاعتداء على أحدنا هو تهديد لنا جميعًا.

يمتحن هذا الاعتداء الأخير وحدة الصفّ العربي، كما يدعو الدول الخليجيّة والعربيّة والإسلاميّة للتحرّك وتوحيد الصفوف وعزل إسرائيل دبلوماسيًّا وإقليميًّا. يجب أن تكون الرسالة واضحةً وضوح الشمس: لن يتمّ التسامح مع الاعتداءات على السيادة العربية، وسيترتّب على هكذا إجراءات مُتهوّرة أثمانًا باهظةً.

وأخيرًا، يتوجّب على المجتمع الدولي أن يرتقي إلى مستوى التحدي، وأن يدين هذا الاعتداء غير المُبرّر ويتّخذ خطوات فعّالة لوضع حدّ لسلوك إسرائيل المُزعزع للاستقرار. لم يعد السكوت على هذه الانتهاكات خيارًا سليمًا، فالسلام والاستقرار الإقليميّين يعتمدان على ذلك.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق