نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الهجوم الإسرائيلي على قادة "حماس" في قطر ينذر بتصعيد أخطر؟ - هرم مصر, اليوم الجمعة 12 سبتمبر 2025 03:06 مساءً
هرم مصر - سلّط هجوم إسرائيل على قيادة "حماس" في قطر الضوء على ما ظلّ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يلمّح إليه منذ أسابيع ومفاده أن زمن التفاوض قد انتهى.
يوم الثلاثاء، شنّت عشر مقاتلات إسرائيلية غارة على مكتب لـ"حماس" في العاصمة القطرية الدوحة، حيث كانت القيادة تعقد اجتماعاً لمناقشة شروط أميركية جديدة لوقف إطلاق النار في غزة. وتستضيف قطر القيادة السياسية لـ"حماس"، وقد لعبت، إلى جانب مصر، دور الوسيط العربي الرئيسي.
وقال نتنياهو إن الضربة التي وقعت يوم الثلاثاء قد تساعد في التمهيد لإنهاء الحرب، إذا قبلت "حماس" المقترح الأميركي الجديد، الذي يتضمن الإفراج عن جميع الرهائن دفعة واحدة ونزع سلاح "حماس"، وهو ما تعتبره الحركة الفلسطينية استسلاماً.
تعكس الضربة التي وقعت يوم الثلاثاء تعزيزاً لموقف نتنياهو الذي يؤكّد أن الضغط العسكري هو السبيل الوحيد لجعل "حماس" تستسلم وتفرج عن الرهائن. ومن خلال استهداف "حماس" في قطر، يرسل نتنياهو رسالة واضحة مفادها أن الدبلوماسية يجب أن تأخذ مكانًا ثانويًا، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".
ويُظهر قرار نتنياهو بالموافقة على الضربة أيضاً أنه لا يستجيب للضغط الدولي المتزايد لإنهاء الحرب. فقد أعلن حلفاء غربيون رئيسيون مثل فرنسا وبريطانيا وكندا عن نيتهم الاعتراف بدولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر، كما هدّد الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات دبلوماسية واقتصادية.
ويقول المحلل السياسي في الأهرام أشرف العشري لـ"النهار": "لا شك في أن العملية الأخيرة التي نُفّذت في الدوحة ستكون لها تبعات خطيرة على مسار المفاوضات، سواء في ما يتعلق بعملية السلام أو بالأوضاع الميدانية في قطاع غزة"، مشيراً إلى أن "هناك تراجعاً كبيراً في فرص التهدئة، خاصة في ظل إصرار نتنياهو على التصعيد العسكري".
ويضيف العشري: "أعتقد أن هذه العملية، التي استهدفت قيادات فريق التفاوض الفلسطيني المتواجد في الدوحة، كانت بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة على أي تسوية سياسية محتملة في غزة، على الأقل في المدى القريب... ومن المرجح أن يتراجع الجانب القطري عن دوره في الوساطة، ما لم يحصل على ترضية واضحة من الولايات المتحدة خلال الساعات أو الأيام المقبلة".
المبنى المستهدف في الدوحة (أ ف ب)
"قتل الأمل"
من جهته، أعرب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني عن اعتقاده بأن الهجوم الإسرائيلي، الذي استهدف أحد المقرات السكنية في الدوحة، "قتل أيّ أمل" بالنسبة إلى الرهائن الذين لا يزالون متواجدين في قطاع غزة.
وأضاف في مقابلة أجراها مع شبكة "سي إن إن" الأميركية: "أعتقد أن ما فعله نتنياهو هو ببساطة قتل أيّ أمل لهؤلاء الرهائن". وأوضح "أن نتنياهو يحاول تقويض أيّ فرصة للاستقرار وأيّ فرصة للسلام".
بدوره، قال مسؤول كبير في "حماس" لـ"سي إن إن" إنه لا توجد مناقشات جارية حاليًا بشأن وقف إطلاق النار في غزة بعد الغارة.
ويقول الباحث والمحلل السياسي في الشأن الأميركي وشؤون الشرق الأوسط توفيق طعمة لـ"النهار": "من ناحية سياسية، الهجوم الإسرائيلي على الأراضي القطرية يعتبر تحوّلاً نوعياًُ في الأزمة، لأنه يضرب دور الوسيط الذي اضطلعت به الدوحة منذ بداية الحرب، ويضعف الثقة في أيّ مسار تفاوضيّ رعته أو يمكن أن ترعاه لاحقاً".
ويضيف: "قطر هي القناة الأساسية للتواصل غير المباشر بين حركة حماس وواشنطن وتل أبيب، وبالتالي استهدافها يعني عملياً نسف الأرضيّة التي جرت عليها كل جولات التفاوض السابقة... هذا الهجوم يوجه رسالة مفادها أن إسرائيل لم تعد تكترث بوساطة أحد، بل تريد فرض معادلتها بالقوة العسكرية، حتى لو كان الثمن توسيع الصراع إقليميًا".
ويتابع: "أما على صعيد الولايات المتحدة وأوروبا، فسيُحرجهما هذا التصعيد، لأن ضرب وسيط حليف لهما مثل قطر يضعهما أمام اختبار صعب؛ فإما ضبط إسرائيل وإما فقدان قدرتهما على إدارة الملف"، مشيراً إلى أنه "من الصعب تخيّل أن إسرائيل تُقدِم على استهداف الأراضي القطرية، وهي دولة حليفة لواشنطن، وتستضيف أكبر قاعدة عسكرية أميركية في المنطقة، من دون ضوء أخضر أو على الأقلّ غضّ طرف أميركي".
يعكس الهجوم الإسرائيلي في الدوحة تحوّلاً جذرياً في مسار الأزمة، حيث تراجع الأمل في التوصل إلى تسوية سلمية. هل الهجوم الذي نسف مسار التفاوض يدفع بالصراع نحو تصعيد أخطر؟
0 تعليق