نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بروتوكول علاجي جديد.. هل يكفي لإيقاف «قاتل أطفال المنيا»؟ - هرم مصر, اليوم الخميس 11 سبتمبر 2025 06:05 مساءً
هرم مصر - في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها مصر خلال السنوات الأخيرة، توفي 6 أطفال أشقاء ووالدهم في محافظة المنيا، في ظروف غامضة أثارت الذعر والشكوك بين المواطنين.
وبعد تحقيقات مكثفة، كشفت النيابة العامة أن زوجة الأب هي المسؤولة عن الجريمة، حيث قامت بإعداد خبز ملوث بمبيد حشري فتاك يُعرف باسم "كلوروفينابير"، وتقديمه للأسرة، مما أدى إلى ظهور أعراض قاتلة مثل القيء، الحمى، اضطراب الوعي، والتشنجات، قبل أن يلفظوا أنفاسهم تباعًا.
بروتوكول صحي جديد: تحرك سريع من وزارة الصحة
على خلفية هذه الفاجعة، أقرت وزارة الصحة المصرية بروتوكولًا علاجيًا جديدًا وموسعًا للتعامل مع حالات التسمم بمادة "كلوروفينابير"، أحد المبيدات الزراعية شديدة السُمية، والذي أثبتت التحاليل والأدلة الطبية تورطه في الواقعة.
ويهدف البروتوكول الجديد إلى ضمان سرعة التدخل الطبي خلال أول 24 ساعة من التسمم، وتعميم آليات العلاج على جميع المستشفيات العامة في الجمهورية، خاصة في المحافظات التي تندر فيها المعرفة بهذا النوع من السموم.
تفاصيل البروتوكول العلاجي الجديد
وفقًا للدكتورة نهاد جاد، استشاري الطب الشرعي والسموم الإكلينيكية بجامعة الإسكندرية، فإن البروتوكول الجديد يتضمن:
غسيل معدة دقيق وعاجل عند الاشتباه في التسمم خلال الساعات الأولى.
غسيل كلوي لمدة يوم أو يومين للمساعدة في التخلص من بقايا المادة السامة.
تحديد خصائص وأعراض التسمم بـ"كلوروفينابير" التي تشمل:
اضطراب شديد في الوعي
ارتفاع غير مبرر في درجات الحرارة
تآكل في المادة البيضاء بالمخ والنخاع الشوكي
حالات تشنج حادة وغثيان متكرر
وقد تم إعداد البروتوكول بلغتين: العربية والإنجليزية، لتسهيل تداوله بين الأطباء والمختصين.
كيف تم كشف لغز التسمم؟
تكشف الدكتورة نهاد جاد تفاصيل اللحظات الحاسمة في كشف هوية المادة القاتلة، مشيرة إلى أنها تلقت بلاغًا من طبيبة في أحد مستشفيات المنيا تصف أعراض الأطفال التي شملت فقدان الوعي، ارتفاع الحرارة، والتقيؤ.
وبعد وفاة 5 من الأطفال، تم نقل الطفلة الأخيرة ووالدها إلى مستشفى أسيوط الجامعي، وهناك بدأت الشكوك تتجه نحو مادة كلوروفينابير، والتي تُعرف بخصائصها النادرة، لا سيما قدرتها على التسبب في ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم.
اجتماع طارئ في وزارة الصحة.. وتحقيق علمي موسع
على إثر اكتشاف المادة، دعت وزارة الصحة الدكتورة نهاد جاد إلى اجتماع طارئ حضره نائب الوزير د. عمرو قنديل، إلى جانب أساتذة وخبراء من جامعات القاهرة، عين شمس، أسيوط، والمنيا، حيث تم تحليل التقارير الطبية والأشعة التي أكدت أن المادة المشتبه بها هي "كلوروفينابير".
وقد تبين أن المادة الأصلية تختفي من الجسم خلال 4 ساعات فقط، فيما يبقى ناتج تكسيرها المعروف باسم "تريلوبايريل" لمدة تصل إلى 10 أيام، وهو أكثر سمية بنحو 10 أضعاف، ما يفسر الوفاة المتأخرة لبعض الضحايا.
نتائج التحقيقات: القاتلة خبزت الموت بيديها
عقب إثبات وجود المبيد في أدوات الطهي والخبز بمنزل الأسرة، تمت مواجهة زوجة الأب بالأدلة، واعترفت بارتكاب الجريمة بدافع الغيرة والخلافات الأسرية، وتمت إحالتها إلى محكمة الجنايات بجلسة عاجلة، بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.
التحذير من تداول المبيدات القاتلة
أكدت لجنة الخبراء أن مادة "كلوروفينابير" غير شائعة الاستخدام داخل المنازل، وتُستخدم في الزراعة فقط، مما يطرح تساؤلات حول طرق الحصول عليها وضرورة تشديد الرقابة على تداول المبيدات داخل الأسواق المحلية.
ودعت وزارة الصحة إلى توعية الأطباء وفرق الطوارئ في المستشفيات بالأعراض المرتبطة بهذه المادة، وتعزيز قدراتهم في الاستجابة السريعة لحالات التسمم الحاد.
الصحة العامة أولًا
تمثل هذه الواقعة المؤلمة جرس إنذار للمجتمع حول مخاطر استخدام المبيدات السامة خارج إطارها المشروع، كما تعكس أهمية وجود منظومة صحية استباقية قادرة على التدخل السريع وإنقاذ الأرواح.
ويُتوقع أن يسهم البروتوكول الجديد في إنقاذ حالات مماثلة مستقبلاً، ويوفر قاعدة علمية قوية للتعامل مع حالات التسمم غير النمطية.
0 تعليق