هرم مصر - كشفت دراسة علمية حديثة أن الأقنعة أحادية الاستخدام، خاصة أقنعة FFP2 وFFP3، تطلق جزيئات بلاستيكية دقيقة ومواد كيميائية ضارة مثل بيسفينول ب عند تعرضها للماء، مما يحولها إلى قنابل كيميائية موقوتة تنتشر في التربة والمياه وتدخل السلسلة الغذائية.

هذه النتائج تسلط الضوء على حاجة ملحة لإعادة التفكير في طرق تصنيع واستخدام الأقنعة والتخلص منها بشكل آمن، إضافة إلى دعم البدائل الصديقة للبيئة.

تفاصيل الدراسة

استخدمت التقديرات أن ذروة الجائحة شهدت استعمال نحو 129 مليار قناع قابل للتصرف شهريًا، ومعظمها مصنوع من البولي بروبيلين وأنواع بلاستيكية أخرى، وفي ظل غياب فرص إعادة التدوير انتهى الكثير منها في مدافن النفايات أو مبعثورًا في الشوارع والحدائق والشواطئ والمجاري المائية والمناطق الريفية، حيث بدأت تلك الأقنعة تتحلل وتتكسر إلى جزيئات بلاستيكية دقيقة في البيئات البرية والمائية.

أجرى الباحثان آنا بوجوش وإيفان كورتشيف تجربة وضعوا فيها أقنعة جديدة من عدة أنواع داخل قوارير تحتوى كل منها على 150 مل من الماء النقي لمدة 24 ساعة ثم صفّوا السائل لمعرفة ما انطلق منه، فوجدوا أن كل قناع أطلق جزيئات بلاستيكية دقيقة.

نتائج الدراسة

أظهرت النتائج أن أقنعة FFP2 وFFP3، المعروفة بمستوى الحماية العالي، أطلقت كميات أكبر من البلاستيك بمعدل يتراوح بين أربعة وستة أضعاف مقارنة بأنواع أخرى، وتباينت أحجام الجزيئات من نحو 10 ميكرومتر حتى 2082 ميكرومتر، مع هيمنة الجزيئات الصغيرة أقل من 100 ميكرومتر في مياه الرشح.

أظهر التحليل الكيميائي أن الأقنعة الطبية تُطلق أيضًا مادة بيسفينول ب، وهي مادة مضافة تسبب اضطرابًا في الغدد الصماء وتعمل كهرمون إستروجين عند امتصاصها في أجسام البشر والحيوانات.

قدر الباحثون أن إجمالي الأقنعة أحادية الاستخدام المنتجة خلال ذروة الوباء قد أدت إلى إطلاق ما بين 128 و214 كيلوجرامًا من مادة بيسفينول ب في البيئة.

دعت النتائج إلى ضرورة إعادة التفكير في طرق إنتاج الأقنعة واستخدامها والتخلص منها، ورفع مستوى الوعي بالمخاطر ودعم تطوير بدائل أكثر استدامة لحماية الصحة العامة والبيئة.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل