مشروع "إقليم الشام" يطفو على الساحة العراقية... ماذا يخفي؟ - هرم مصر

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مشروع "إقليم الشام" يطفو على الساحة العراقية... ماذا يخفي؟ - هرم مصر, اليوم الأربعاء 10 سبتمبر 2025 06:03 صباحاً

هرم مصر -  

بغداد - محمد الجبوري

 

لم يعرف مشروع "إقليم شرق الشام" على نطاق واسع في العراق بعد، ولكن في مدونته التي تتبناها "جبهة الاستقلال للحرية والسلام" دعوات إلى "إنشاء إقليم سني" بعيداً من النفوذ الإيراني، مع إخراج قوات "الحشد الشعبي" من المحافظات السنية. وتوضح الخريطة التي نشرتها "الجبهة" أن المحافظات السنية (الأنبار، نينوى، صلاح الدين، ديالى، حزام العاصمة بغداد، ومنطقة جرف الصخر المحظورة التابعة لمحافظة بابل) أُشير إليها باللون الأزرق، وذُيّلت بوسم "الإقليم العربي الجامع". في المقابل، أظهرت الخريطة المحافظات الجنوبية (البصرة، ذي قار، ميسان، الديوانية، واسط، النجف، كربلاء، المثنى، وبابل) باللون الأصفر، وأشارت إليها باسم "عراق العجم"، باعتبارها واقعة تحت النفوذ الإيراني.

وربط مراقبون عراقيون  هذا المخطط بمشروع "الشرق الأوسط الجديد" الذي طرحه الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن عام 2004،  في ظل الحرب الدائرة في غزة وإسقاط النظام السوري وإضعاف "حزب الله" في لبنان، إضافة إلى حرب الـ12 يوما على إيران في حزيران/يونيو الماضي.

 

 

"جمهورية السنّة"
يقول ناشط سياسي يعمل ضمن "جبهة الاستقلال للحرية والسلام" من سكان الأنبار: "نحن حركة نعمل لتحقيق أهداف تضمن حقوقنا وحماية مناطقنا السنية من التطهير الديموغرافي الذي مارسته الجماعات المسلحة المقربة من إيران كالحشد الشعبي، وضمان مستقبل أجيالنا".

وبحسب الجبهة، تتكون جمهورية الشام (إقليم الشام) من تسع محافظات سنية، تشمل بغداد، الأنبار، نينوى، صلاح الدين، ديالى، كركوك، أربيل، السليمانية، دهوك، ويضم هذا الكيان كلاً من إقليم كردستان (كردي سني) وإقليم شرق الشام (عربي سني)، ضمن وحدة سنية-كردية في دولة واحدة مستقرة تحت حماية دولية، بهدف إنهاء الطائفية، وتحقيق التوازن، وضمان الأمن الإقليمي ومنع تصدير الفتن إلى دول الجوار.

 

"جمهوية الشيعة"
أما "جمهورية العراق الشيعية" كما يسميها الناشط السياسي الذي طلب عدم كشف اسمه لأسباب أمنية، فتتكوّن من "تسع محافظات جنوبية ذات أغلبية شيعية، هي: البصرة، ميسان، ذي قار، المثنى، القادسية، النجف، كربلاء، بابل، واسط. ويقوم هذا الكيان على قاعدة الانسجام الطائفي والتوافق السياسي والمؤسساتي، بما يعزز فرص بناء دولة مستقرة وقادرة على إدارة شؤونها من دون صراعات داخلية".

وفي رأي "الجبهة" أنه "أمام فشل مشروع الدولة الوطنية في العراق الحديث الذي تأسس عام 1921 على يد الاستعمار البريطاني من ثلاثة مكونات رئيسية: العرب السنّة، الكرد، والشيعة، بات من الواضح أن البلاد تواجه مأزقاً وجودياً. ومع استمرار هيمنة النظام الشيعي الطائفي وتفاقم سياسات التهجير والتغيير الديموغرافي ضد العرب السنّة، والتضييق الممنهج على إقليم كردستان، أصبح من الضروري طرح حل جذري لا يقتصر على الداخل العراقي فحسب، بل يأخذ في الاعتبار أمن المنطقة واستقرارها".
ويلفت إلى أن "هذا الحل المقترح لا يستهدف تمزيق العراق، بل هو محاولة واقعية لإطفاء نار الطائفية ومنع امتدادها إلى دول الجوار، ولا سيما مع استمرار الدور الإيراني في العراق عبر الميليشيات، وتورط طهران مباشرة في تأجيج الصراعات الطائفية. ولا يمكن تجاهل التهاون الأميركي وتقاعس واشنطن عن أداء دورها المفترض، وهو ما ساهم في إيصال العراق إلى حافة الانهيار، رغم توقيع اتفاقية الإطار الإستراتيجي التي تلزم الولايات المتحدة دعم استقرار العراق وبناء نظامه الديموقراطي". 

ولا يستبعد المحلل السياسي العراقي هلال العبيدي، في حديثه إلى "النهار "، وجود قوى سياسية داعمة للمشروع السني الجديد، موضحاً أن "الأسباب التي دفعت إلى ظهور تلك الأصوات الداعية إلى التقسيم أو الإقليم تعود إلى النظام العراقي ما بعد 2003، وهو نظام ضعيف تسيطر عليه إيران" ويخدم أهداف إسرائيل، وتالياً فإن تلك الدعوات ستزداد خلال الفترة المقبلة، مؤكداً أن "مشروع إقليم شرق الشام سيكون عرضة للاستغلال الأميركي لمصلحة رؤية مستقبل المنطقة (الشرق الأوسط الجديد)، ومن ثم لمصلحة رؤية إسرائيل، القوة الوحيدة القادرة في المنطقة. فإذا كان هذا المشروع يخدم أهداف "إسرائيل الكبرى" فسوف تدعمه أميركا بكل تأكيد".

دور تركيا
ويشير الباحث السياسي الكردي محمد أرسلان من جهته إلى أن "هذا المشروع، وافتعال الفوضى داخل العراق، ليس بأمر جديد، إذ لم تنقشع عن العراق غيوم الاضطراب منذ تأسيسه وحتى اليوم. فعلى مدار قرن كامل، لم تغب عنه الحروب والصراعات الداخلية والإقليمية، وما يُتداول الآن ليس إلا استكمالاً لخطة أو مشروع أُعِدَّ مسبقاً، وقد جاء دوره ليرى النور في ظل التطورات المتسارعة في المنطقة المرتبطة عضوياً بما يجري في غزة ولبنان وسوريا واليمن". ويضيف أن "إصرار العراق على إخراج القوات الأميركية يعيد إلى الأذهان سيناريو عام 2011، الذي أعقبه ظهور تنظيم داعش. أمّا اليوم، فإن ما يُخطط له أكبر وأوسع، ليشمل العراق وسوريا ولبنان".

  ومن هنا نفهم أن مشروع "الإقليم العربي" الذي يطرح في هذا التوقيت تحديداً، يرتبط مباشرةً بالمستجدات على الأرض. فالإقليم العربي، أو "الإقليم السني"، أو "شرق الشام"، كلها تسميات لمشروع واحد هدفه إعادة تقسيم المنطقة مجدداً وفق مصالح القوى الرأسمالية، بحسب الباحث الكردي. ويقول: "لاحظنا كيف التقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال زيارته بغداد، بالأطراف السنّية، وكيف لم تنقطع الزيارات المتبادلة بين القيادات السنّية وتركيا حتى الآن، كما أن معسكر بعشيقة يؤدي دوراً كبيراً في تدريب المقاتلين السنّة وتحضيرهم للساعة الصفر. ما يجري الترويج له باسم الإقليم العربي هو في الواقع مشروع يتجاوز سنّة العراق وتركيا نفسها، إذ يدخل في صميم مشروع "الشرق الأوسط الجديد/الكبير".

 

ِ

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق